رقصة الفلامنكو : امرأة لم تعد تروض

رقصة الفلامنكو : امرأة لم تعد تروض

 

 امرأة لم تعد تروض

هي رقصة تناصر المرأة ، وتمنحها السيادة والحرية ، تحي وهج وجودها ،وتهديها مكانا شاسعا ، وتجعل الرجل في مكانة

ثانوية ، لتعلن للعالم امومة الكون .

كانت في بداياتها رقصة تصحب بأغنية وتصفيق بالأيادي ، وبعد ذلك صحبتها الموسيقى عبر آلة الجيتار ، انها رقصة الفلامنكو .  ولكن ماهي الفلامنكو ؟ ومن رقصها ؟ ،وأين اصبحت اليوم ؟ ومن اشهر راقصاتها الذين يجوبون العالم بها ؟ وماذا اهدت راقصة الفلامنكو  الشاعرة جانت ترامانتانو ؟.

الفلامنكو نوع من انواع الموسيقى والرقص لسكان المناطق الجنوبية بإسبانيا الاندلسية ، وتتضمن الغناء والعزف على الات موسيقية منها الجيتار . ظهرت الإشارة إلى الفلامنكو في الإصدارات الأدبية في القرن الثامن عشر ، وهناك دراسات توكد أن اصول الفلامنكو تتناثر بين الاندلسيين والمسلمين والغجر ،واليهود وغيرهم ، وتقدم رقصة الفلامنكو كعرض مسرحي ،وقد وصلت الفلامنكو إلى أمريكا ، وايضا وصلت إلى اليابان حيث تم إنشاء اكاديميات في اليابان للفلامنكو ، والتي يفوق عددها عدد الاكاديميات الموجودة في اسبانيا موطن الرقصة ذاتها .

ايضا يرجع اصل كلمة فلامنكو باللغة الإسبانية الى فلامينغو وهو اسم طائر .أما المؤرخ الاندلسي بلاس انفانتي فيذكر في كتابه والذي صدر عام 1933 ويتحدث عن اصول رقصة الفلامنكو ,أن كلمة فلامنكو تأتي من الكلمة العربية الأندلسية الفلاح المطرود ، ويوضح إلى أن هذا المعنى يشير إلى الفلاحين الذين طردوا وهجروا بسبب العرقية .

وقد انطلقت رقصة الفلامنكو من الطبقات الفقيرة في المجتمع الاندلسي وتعكس اغنياتها الأمل والنضال والفخر بأناس خلال ذلك الوقت من الاضطهاد .

وفي عام 2010 حققت رقصة الفلامنكو لها وجودا عالميا عندما اعلنت اليونسكو أن رقصة الفلامنكو تعتبر تراثا شفهيا عالميا لاماديا للإنسانية .

تطورت رقصة الفلامنكو في نهاية القرن التاسع عشر فأصبحت اغنية ، ورقص باليه، وعزف على الجيتار .

من أشهر راقصات الفلامنكو سارا باراس التي تعلمت من أمها الرقص ، حيث كانت تدير مدرسة للرقص ،وسيسيليا قومز التي اطلقت عرضها الخاص للفلامنكو والذي يتناول حياة دوقة ألبا .

لم تلهم راقصة الفلامنكو الشعراء الأوروبيين أو الأمريكيين فقط بل الهمت العديد من الشعراء العرب ،ومنهم الشاعر نزار قباني .

راقصة الفلامنكو *

فازت قصيدة الشاعرة جانت مارين ترامانتانو( راقصة الفلامنكو ) في مسابقة سان فرانسيسكو السنوية لشعر الرقص عام 2008

الراقصة متأهبة لتبدأ .

ظهرها متصلب ، وذراعاها قـادرتان أن تفعلا ذلك ،
يداها ومعصماها متهيئان لدوران رقيق ،
القدم راسية ، وتنتظر أن تبدأ حركة قدميها ببطء

كل نقرة ،ونقرة ،ونقرة ،ونقرة ،
رقيقة ،ومختلفة ،
وكل واحدة تتحدث إلى الأخرى ،
وتبني إيقاعا. يتزايد إصرار الكومباس ،
يتعالى الصوت ،تتسارع دقات القلب
لتجد خطوتها

تهمس
أتعمق داخلك
أتحداك أن تجدني
أتحداك أن تشعر بإيقاعي 

في داخلها ترتفع أدخنتها المتأججة
و هي متهيئة لتضرم نيرانها

ترقص ذراعاها ، تصفق الصنجات
تطقطق اليدان والقدمان
الردف إلى الكعب
في غضب شديد ، وفي وقت واحد

قالت إنها تعرف من هو ،
وتعرف من هى
تعبر ابتسامة غامضة
وجهها المشع

 لم تعد تروض .

 *شعر/ جانت مارين ترامانتانو
ترجمة / تركية العمري

ركية العمري تكتب: امرأةٌ لم تَعُد تُروَّض | البوابة الس… 

 

التعليقات

أترك تعليق