شتاء شكسبير وأنا

شتاء شكسبير وأنا

 

 


     عندما أحتفل  العالم في عام  2016 بالميراث الثقافي والإنساني والحضاري العظيم  للشاعر  الإنجليزي ويليام شكسبير  وذلك بمناسبة مرور أربعة  قرون  على رحيله , شاركتهم هذا الإحتفال عبر ترجمتي لقصيدته (شتاء )  .

قصيدة  ( شتاء ) هي أغنية  ، وقد غناها الممثلون في نهاية مسرحية (عذاب الحب الضائع )، في الفصل الخامس ، المشهد الثاني  .

     وصف شكسبير عبر  القصيدة فصل الشتاء في القرن السادس عشر في الريف الإنجليزي ، وتأثير  ثلوجه ورياحه ووحل طرقاته على حياة الناس  وكيف كانوا يقاومون قسوته في الخارج ، ولكن شكسبير وعبر صوره الحسية والبصرية كشف جماليات الشتاء ،والدفء الذي يوقده الناس في داخل بيوتهم .
    

     عندما درست قصيدة شتاء في الكلية دراسة تحليلية نقدية ، آسرتني   كثيرا ، فقد جعلني شكسبير أشعر كما لو أنني أحيا فصل الشتاء في الريف الإنجليزي ، حيث شاهدت  كتل الجليد المتدلية  ,والراعي ديك ينفخ في أصابعه لتدفا ، ولمحت توم وهو يحمل خشب المدفأة ,ورأيت الحليب المتجمد في الدلو ، وشعرت بعذابات الناس في الطرق الموحلة، ووسمعت سعال القس الذي لم يكمل موعظته  ، كما سمعت  صوت الريح، وملآني استغراب لغناء البومة،  لينقلني  الشاعر شكسبير من الخارج إلى داخل  البيوت لكي أرى جمال فصل الشتاء ، التفاح البري المحمص وصوته في الزبدية ، وجوان  التي تبرد الطعام في القدر ، وأنف ماريان المحمّر من البرد .

      عبر قصيدة ( الشتاء ) عرفت الحياة الريفية للفلاحين في  فصل الشتاء في أوربا في القرن السادس عشر.

عندما تتدلى كتل ثلجية بقرب الجدار..
وينفخ  الراعي ديك في أصابعه ..
ويحمل توم قطع الأخشاب إلى الردهة..
ويصل الحليب إلى البيت متجمداً في الدلو..
وعندما يتجمد الدم.. والطرقات تصبح موحلة..
وتغني البومة المحدقة كل ليلة لحناً بهيجاً:
تو هو!
توويت، توهو!
بينما تحرك  جان  الملطخة بالدهون القدر..
وعندما تتعالى كل الأصوات.. وتهب الريح..
ويحجب السعال موعظة القسيس..
وعلى الجليد  تعشعش الطيور ساكنة..
فيما يبدو أنف ماريان محمراً.. وبارداً..
حينذاك يصفر الـتفاح البري المحمص في الـزبدية..
وتغني البومة المحدقة كل ليلة لحناً بهيجاً:
توهو!
توويت، توهو!
بينما جان  بتراكمات الدهون على ثيابها تحرك  القدر..

Winter

When icicles hang by the wall
And Dick the shepherd blows his nail
And Tom bears logs into the hall,
And milk comes frozen home in pail,
When Blood is nipped and ways be foul,
Then nightly sings the staring owl,
Tu-who;
Tu-whit, tu-who: a merry note,
While greasy Joan doth keel the pot.

When all aloud the wind doth blow,
And coughing drowns the parson\'s saw,
And birds sit brooding in the snow,
And Marian\'s nose looks red and raw
When roasted crabs hiss in the bowl,
Then nightly sings the staring owl,
Tu-who;
Tu-whit, tu-who: a merry note,

While greasy Joan doth keel the pot.

 

https://www.youtube.com/watch?v=3WImFyA20JI

 * تم نشر ترجمتي للقصيدة في المجلة العربية : 

http://www.arabicmagazine.com/arabic/ArticleDetails.aspx?id=5377

 

التعليقات

أترك تعليق