رواية الرعب

رواية الرعب

 

رواية العواطف المكبوتة

\"عندما اقتربن استطاع جوناثان أن يرى اللهفة في أعينهن الحمراء, واستطاع سماع ذلك في تنفسهن وفي طريقة ضحكهن, كن شريرات وخاف منهن \",(من رواية دراكولا).

عيون حمراء, نصف وجوه, تظهر وتختفي خلف أبواب شبه مغلقة، وممرات معتمة، وستائر عتيقة، وصرخات تهز القصور, ولعنات تطارد أجيالاً, ونور يأتي من بعيد يزيل الظلام ويكشف أسرار. تلك هي ملامح رواية الرعب التي تخيف كاتبها كما تخف قراءها, رواية الرعب التي كشفت أسرار أبطالها, تلك الأسرار التي جعلتهم أبطالاً بؤساء تستعبدهم أفكار مخيفة, وتهددهم قوى بشرية وغير بشرية شريرة.
رواية (القوثك) أو رواية الرعب نوع من الأدب الروائي التي تجمع عناصر الرعب والرومانسية معاً, وتعود تسمية رواية الرعب إلى القوطيين إحدى القبائل الألمانية التي غزت أراضي الإمبراطورية المسيحية الرومانية واستوطنت شمال أوروبا, وقد مرت قرون عديدة لم تكن تعني كلمة القوطيين سوى أنها مسمى قبائل ألمانية بربرية غازية امتد وجودهم إلى العصور الوسطى, وخلال عصر النهضة الأوروبية اكتشف الباحثون الأوربيون في الثقافة الرومانية طرازاً معيناً من الفن المعماري ساد خلال العصور الوسطى ينتمي إلى القوطيين, ليرتبط ذلك الفن بروايات الرعب التي اتخذت من القصور والقلاع والأديرة القوطية محيطاً مكانياً لها.
وقد اتفق أن أول رواية رعب هي رواية قصر أوترنتو للكاتب البريطاني هوراس ولبول 1746, حيث كانت نموذجاً لكل روايات الرعب التي صدرت بعدها مثل رواية (فاثيك) لوليام بيكفورد 1678 ورواية (الراهب) ماثيو لويس 1796 ورواية (ألغاز أودوفو) آن رادكليف 1797
ويعد تشالرز براون أول روائي أمريكي كتب رواية الرعب الرومانسية باحترافية متميزة.
وقد صنفت رواية الرعب ضمن الأدب الرومانسي, واعتبرها عدد من النقاد تشكل ردة فعل ضد الجمود في أشكال الأدب الرومانسي. ورغم أن رواية الرعب بعيدة عن عصر القوطيين فهي مازالت تكتب حتى الآن, ومن أشهر كتابها اليوم ستيفن كينغ الذي كتب العديد من روايات الرعب حيث نشر 49 رواية حوّل العديد منها إلى أفلام سينمائية وأعمال تلفزيونية.
وقد ظهرت رواية الرعب مع حركة إحياء الفن المعماري لتلك الحقبة التي مثل تدميرها للمفكرين تدمير إبداع الإنسان بالرغم من أن الأدباء الإنجليز قد ربطوا مباني القوطيين في العصور الوسطى بما رؤوه كفترة مظلمة في التاريخ الإنساني اتسمت بالقسوة والتعذيب بطرق مخيفة وغرائبية ومبهمة.


سمات رواية الرعب
تتخذ رواية الرعب سمات خاصة بها وإن كانت تتقاطع مع الرواية البوليسية في (اللغز). فمن سمات رواية الرعب:
الرعب النفسي والجسدي.
اللغز.
القوى الخفية.
الأشباح.
البيوت القوطية.
الظلام والموت الانهيار والجنون واللعنات والأسرار


عناصر رواية الرعب
المكان:
يعد المكان في رواية الرعب عاملاً مؤثراً بشكل كبير, فهو لا يبتكر فقط أجواء الرعب والخوف ولكنه يصور انهيار عالمها, فمشهد الخراب والانهيار يعني أنه في الماضي كان هناك عالم مزدهر, وفي الماضي كانت الأديرة, والقصور, والقلاع ممتلكات تحفظ وتقدر.
البطل:
في رواية الرعب يظهر البطل في النماذج التالية:
الشخصية المنعزلة سواء طواعية أو كرهاً.
الشخصية الشريرة.
الشخصية المشردة التي تهيم في الأرض كشكل من العقاب الإلهي.
الحبكة:
تمثل الحبكة في رواية الرعب مرايا تعكس سقوط البطل, وبالرغم من أن رواية الرعب تتناول الفكرة التي تعرض سقوط البطل؛ فإننا نرى تلك الفكرة تطبق في العالم الحقيقي حيث ترتبط بالبشر كافة, فالخوف من القتل والذنب والمجهول جميعها مخاوف نواجهها في حياتنا.


شخصيات رواية الرعب
الشخصيات الرئيسة في روايات الرعب شخصيات متفردة لا تشبه شخصيات أي نوع من أنواع الروايات الأخرى فشخصيات رواية الرعب هي:
الطغاة و الأشرار والعوانس, والراهبات والرهبان المعذبون, و السحرة ومصاصو الدماء والوحوش, والمردة, والمطرودون من السماء, والأشباح والجماجم, واليهود, والشيطان نفسه.


رواية الرعب والنقد
مثلت عوالم, وشخصيات وأسرار رواية الرعب مادة شيقة للدراسة والبحث لدى العديد من الباحثين والنقاد منذ ظهورها. فقد ذكر البروفيسور فيجيا ميشرا أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة البرتا بكندا في مقاله الذي حمل عنوان (رواية الرعب المثير) واصفاً رواية الرعب بأنها عرض ما لا يعرض, حيث تكمن مغايرتها للرواية الرومانسية في الرعب المتحقق خلال موضوعها فرعبها المثير يصل إلى المتلقي عبر ضبط النفس.
أما الناقد ديفس موريس فيعتقد أن رواية الرعب تخاطب الأفكار, والعواطف المرعبة والمختبئة داخل الأفراد وتزودهم بمخرج لهم منها.
وتتفق الكاتبة والناقدة الأمريكية إيفي سيدوك  مع الناقد موريس حيث تناولت ماهية صراع بطل رواية الرعب في مقال لها, موضحة أن صراع بطل الرواية مع شخص أو قوة مرعبة يمثل كناية لصراع الفرد مع عواطفه أو أفكاره المكبوتة.
جورج هاقيلاتي كتب في كتابه (رواية الرعب القوطي والشكل القوطي ) \" رواية الرعب ظاهرة تحرير أوسعت مساحة إمكانيات التعبير الروائي.

وقد تناول الكاتب جويس كاتيس وجود العواطف المكبوتة في رواية الرعب, حيث يرى أن العواطف المكبوتة والتي شخصت في رواية الرعب ليست مخيفة فقط بسبب ماهيتها ولكن أيضاً بسبب قدرتها على استعباد الإنسان.


من روايات الرعب العالمية 
البارون الإنجليزي العجوز – للروائية كلارا ريف 1778
الإيطالي – للروائية آن رادكليف 1797
جلينارفون – للروائية ليدي كارولين لامب 1816
فرانكينشتين – للروائية ماري شيللي 1818
جين إير- للروائية تشارلوت برونتي 1847
مرتفعات وذرنغ - للروائية إميلي برونتي 1847
البيت الكئيب - للروائي تشارلز ديكنز 1854
دراكولا - للروائي برام ستوكر 1897


روايات رعب معاصرة
شبح الكاتب, جون هاروود
لا تراقب الآن, دافن ميرير
الفتيات السيئات لايمتن, كاتي إلندر
الحديقة المنسية, كيت مورتون
الملجأ, باتريك ماكقراث


كتاب بؤساء
من هم كتاب روايات الرعب؟ ما هي سمات شخصياتهم, لماذا ينثرون رعبهم ومخاوفهم في عيون الجمهور؟
في موقع الكتابة الإلكتروني نشرت الروائية سالي عادل مقالاً حمل عنوان (كائنات خرافية تسمى كتاب الرعب), وصفت كتّاب روايات الرعب بأنهم مذعورون, وغرباء الأطوار, ورومانسيون, وبوساء.
وتبقى رواية الرعب صوتاً قادماً من عواطفنا الدفينة, ومن أفكارنا الضبابية, ومن ذكريات طفولتنا, صوت يحثنا على محاربة قوى الشر, والموت, والظلام لأجل الحياة والخير والجمال.

http://www.arabicmagazine.com/arabic/ArticleDetails.aspx?Id=1747

التعليقات

أترك تعليق