إمارات الثقافة المتحدة

إمارات الثقافة المتحدة

 

إنها الامارات التي سخرت المال لخدمة الثقافة والفنون وبينهما لإنسان . إنها الامارات ، التي آرادت بهمة وطموح أن تكون أرضا للتنمية المستدامة . عادت بي ذاكرتي إلي سنوات عندما طرقت جائزة الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم المحافظة الصغيرة التي كنت اسكن بها ، حيث فازت بها احدى مدارس البنات الثانوية هناك ، واتذكر كم ابتهجت بها !، وخلال سنوات قليلة استطاعت الجائزة ان تحقق لها وجودا تربويا علميا ، وايضا أن ترفع همة منسوبي التعليم في منطقة الخليج كافة . وقبل أيام قليلة أنهيت زيارتي (لامارات الثقافة ) ، حيث سعدت بزيارة معرض آبو ظبي الدولي للكتاب 2017 ، ولأول مرة آزور معرضا للكتاب في الإمارات العربية المتحدة ، كان المعرض احتفالية ثقافية مفعمة بحياة فكر باسق ، لم تكن هناك ستاندات كثيرة عن المعرض ، كانت لافتة كبيرة عن المعرض فقط ، ولايوجد ازدحام عند البوابات ، وكان زوار المعرض يتجولون باطمئنان ، وهدوء . كانت تقام فعاليات في كل جناح من المعرض ، ولحسن حظي أن آحضر احتفالية مشروع ( كلمة ) العظيم ، بمناسبة مرور عشرة آعوام على تأسيسها ، وكانت الاحتفالية في جناح صالون الملتقى الأدبي ، الملتقى الذي آسسته السيدة آسماء المطوع ، والتي رآيتها تقف صباحا مساء في الملتقى ، وتستقبل الضيوف بحب ، وفرح ، ورأيت في الملتقى حضورا من كل دول العالم ، حيث انصتنا إلي الموسيقى وكلمات رقراقة ودارت بيننا ضيافة أنيقة . في المعرض كان حضورا للمؤسسات الثقافية والاجتماعية والتربوية التي اسستها مبدعات اماراتيات ومنها مؤسسة الشيخة فاطمة بنت هزاع والتي تهتم باصدارات الطفولة ، وكان يقف على رأس الهرم ، الاتحاد النسائي العام ،الشامخ والذي اسسته الشيخة فاطمة بنت مبارك ( آم الأمارات ) في السبعينيات والذي يعد مؤشرا على تنمية المرأة في الامارات . بعد ذلك ، اتجهت إلي إمارة دبي وهناك استقبلتني مؤسسة الأديب والتاجر المثقف /سلطان بن علي العويس الثقافية ، والتي تمثل صرحا ثقافيا مضيئا في الإمارة ، وفي المدخل كان ينتصب اعلانا عن فعالية قادمة لشاعري الحبيب نزار قباني، وملأني الحزن عندما علمت بتوقيتها ، حيث أكون قد غادرت الإمارات . وفي البهو كانت لوحات لمعرض فنان تشكيلي من سلطنة عمان ، صعدت للمكتبة الشاسعة ، وهناك كان آمينها الذي استقبلني بترحيب وبشاشة ، واهديت كتابين من مكتبي للمؤسسة ،كما اقتطفت من اصدارا للمؤسسة كتابا عن الترجمة ،ودخلت المكتبة التي وجدت بها دوريات ثقافية متخصصة تشمل الأجناس الأدبية ومنها مجلة الموقف الأدبي ، اعجبني بالمكتبة وجود رفوف لاصدارات القصة القصيرة . ادهشني حضور الطفل والتفكير به في فعاليات الإمارات الثقافية ،فقد رأيت منشورات صغيرة ومبسطة تتضمن تاريخ وتراث الامارات وفيها مساحة لخيال الطفل حيث يرسم ويلون ، وايضا قرطاسيات أنيقة كانت اهداء من مركز الشيخ حمدان لاحياء التراث . آيضا اطلعت على برنامج دبي الدولي للكتابة ، والذي اٌطلق في عام 2013 والذي يحتوي المواهب الشابة ويحفظها من الضياع والانحرافات ،فالبرنامج ينمي مهاراتهم في مجال الكتابة الأدبية والعلمية معا على أيدي متخصصين . في إمارات الثقافة كان لفئة الاحتياجات الخاصة نصيبا في البرامج التنموية فهاهي مدينة الخدمات الانسانية بالشارقة تدعمهم وترعاهم وتحتضنهم وتسعي لتمكينهم في المجتمع . كل مارايته من وهج تنموي كان بسبب حضور المراة الاماراتية ، وتمكينها الشاسع ، حيث آمن قادتها بقدراتها ، فعندما وطأت قدماي مطار الشارقة الدولي ، لفت انتباهي وجود الموظفات الاماراتيات على الكاونترات . انهيت زيارتي للامارات ، ولم ازر بعد كل الحقول الثقافية والاجتماعية والتربوية الوارفة،فشكرا لقادة الامارات المثقفين الذين مكنوا المرأة الاماراتية ليزدهر المجتمع .شكرا لكل الوجوه الباسمة التي التقيتها هناك .شكرا للسيدات الاماراتيات اللواتي صافحتهن .شكرا للسيدات العربيات اللواتي شاركنني صباحات ثقافية صغيرة في معرض الكتاب واندمجن مع السيدات الاماراتيات بمحبة في فضاء التنمية . وشكرا لصديقتي الجميلة الكاتبة الاماراتية أسماء الزرعوني .

                                                                                                                                                                                                                                  ابريل - مايو 2017

http://www.alroeya.ae/95044/

 

التعليقات

أترك تعليق