صلاةييتس لأبنته

صلاةييتس لأبنته

 

 

صلاة ييتس لابنته
Aprayer for my Daughter
 

(لا يوجد إحساس عاطفي وملائكي كإحساس الأب نحو ابنته، فحبنا لزوجاتنا يوجد فيه رغبة وحبنا لأبنائنا طموح ،ولكن حبنا لبناتنا إحساس لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه) .
                                                                                        جوزيف اديسون

                                                       *********
لم يظهر موضوع عاطفة الأبوة نحو البنات كثيرا في الأعمال الشعرية أو الروائية أو المسرحية ، عدا شكسبير ، والذي جعل علاقة عاطفة الأبوة بين البنات وآبائهن محورا رئيسيا في اعماله ،ومثال ذلك مسرحية الملك لير . وفي أدبنا  السعودي ظهرت قصائد  رقيقة للشاعر  غازي القصيبي  عن ابنته يارا   .

في  بدايات القرن العشرين ، ظهر موضوع محبة الابنة  في قصيدة تعد من أهم قصائد القرن العشرين إنها قصيدة ( صلاة لأجل ابنتي ) للشاعر الايرلندي ويليام ييتس William Yeats .
 

كتب ييتس قصيدة (صلاة لأجل ابنتي ) بعد ميلاد ابنته( آن ) بيومين ، كان ذلك عام 1919، ونشرت في عام 1921 ، وقد كتبها  عندما كان يقيم في  برج  Thoor Bally’s  ، في غرب إيرلندا وذلك خلال الحرب الانجلو إيرلندية   .

وتعكس قصيدة   بيتس ( صلاة لأجل ابنتي ) فلسفة بيتس ورؤيتة بشأن القومية الأيرلندية كما أنها تعتبر عملاً مهماً في الشعر الحداثي 

 

أما موضوع القصيدة فهي القومية الأيرلندية والأبوة .

 

صور ييتس مشاعره كشاعر وكأب حان ، فإحساس الشاعر لابنته مفعما بالخوف والقلق عليها من الحياة ،لتتشكل قصيدته كوصايا لها ترسم صورة لمستقبلها.
 

تتكون قصيدة ( صلاة  لأجل  أبنتي  ) للشاعر الايرلندي Yeats من عشرة مقاطع شعرية  .

يظهر ييتس تارة الأب الخائف على ابنته والمتحمس لمستقبلها ، كما يظهر تارة الناصح الذي مر بقصة حب فاشلة ذات يوم ،وتركت شيئا من الأسى في قلبه .
 

في قصيدة ( صلاة لأجل ابنتي ) يزود ييتس أبنته بخبراته العاطفية عبر حكايته حتى لاتقع في حكاية حب فاشلة .
 

يستهل  ييتس القصيدة بوصف “ العاصفة “ وهي تهب بشراسة  وفي تلك اللحظات  يتقد فيها خياله بتأمله لابنته  ،المولودة حديثاً وهي نائمة في مهدها ( نصف مختبئة )  ، والريح تعصف في الخارج ، والطبيعة تمتد بلا حواجز باستثناء  غابة جورج ،وتلال جرداء لتأتي لحظة الاحساس ، وكأن صوت الريح يثير في أعماقه حديثا خاصا لابنته، وعندما بدا هذا الحديث ، سمع صوت ريح البحر تصرخ وتعلو صرختها البرج   . ثم تنحدر لتلامس أسفل أقواس الجسر ، ليثير كل ذلك خياله الذي لمسته تلك اللحظة  ، فيتأمل مستقبل ابنته، ذلك المستقبل الذي يحمل رؤيته  المفعمة بالإبداع  والغموض معا ويمر بالقومية الأيرلندية  حيث يلقي السياقان   السياسي والتاريخي ظلالهما على القصيدة.  

يتخيل ييتس أن سنوات المستقبل قد أتت راقصة على ضربات طبل شديد الاهتياج ، ليبدأ في سرد أمنياته لابنته فهو يريدها أن ترث المزايا والصفات الجميلة التي تجعلها تحيا حياة مثالية ومزدهرة، و يريدها أن تكون جميلة ، ولكنه ليس الجمال المفرط الذي يشكل لعنة أكثر من أن يكون نعمة عليها ، فالجمال المفرط كما يرى لا يخدع من ينظرون إليه فقط بل يخدع صاحبه حيث يقوده إلى الخيلاء الأجوف والعناد ويستشهد بهيلين طروادة التي اختارت حياة معتمة ورجلا لا يليق بها.
 

وهنا تظهر قصة الحب التي مر بها لتكون هيلين طروادة رمزا لتجربة الشاعر العاطفية وهو حبه لثائرة ايرلندية أعجب بقوة شخصيتها وبأفكارها السياسية ، ولكنها رفضت الارتباط به.
 

يدعو ييتس لابنته ( آن ) أن يحميها الرب من رياح الحياة فهو يتخيلها وقد أصبحت شابة ،كما يريدها أن تختار الزوج المناسب ،و أن تدرك أن الحب الحقيقي هو الذي يجسد الحنان.
أيضاً يريد الشاعر ابنته أن تكون شخصية متوازنة وأن ترتبط فكرياً بجذورها العائلية ، ينظر إلى نفسه فيجد كراهية في أعماقه ويعتقد أن هذه الكراهية تقتل البراءة ويتمنى أن لا تحمل إبنته آي ضغينة ،كما يوصيها أن تتحرر من قيود الكراهية يوم فقد تحولت هذه الكراهية إلى غضب عنيد أزهر ريحا فهو لا يريد أن يحدث ذلك مع ابنته .

كما يتمنى الشاعر لابنته ( آن ) أن تمتلك طبيعة هادئة ،وقلباً نقياً وتقديراً إيجابياً للنفس، فهو يعتقد أن ابنته تستطيع أن تقاوم رياح الحياة ومصاعبها وأن تحصل على السعادة بهذه السمات .

 

، أما امنيته الأخيرة لها فهو أن تتزوج من رجل من عائلة أرستقراطية  يأخذها إلي منزل ممتلىء بالتقاليد والطقوس الاستقراطية ، وهنا يظهر حب الشاعر  للحياة الأرستقراطية التقليدية واضح تماماً حيث تلقى تعاطفاً من سيدة أرستقراطية ذات يوم ،  وكانت الطبقة الأرستقراطية تمثل له حارسة الثقافة والقيم الأخلاقية  . 
 

انهمر خيال الشاعر ييتس في مساء بارد عاصف ، وليتشكل المكان ملامح المحيط في غرب ايرلندا واعتقد أن  ييتس كان يرسم بكلماته لوحة بين طفلته وبين المستقبل وبلاده لتبقى قصيدته من بين  القصائد التي تناولت حضور البنات في الأدب .

 

ومرة أخرى ، تعوي العاصفة ، وطفلتي نصفها مختبئ 

تحت غطاء المهد  

لاشي، ، عدا  غابة غريغوري القريبة وتلة  واحدة جرداء 

يمكن أن يوقف الريح 

التي تدمر أكوام القش والأسطح 

عندما تهب من الأطلسي ، وتبقى 

ولساعة ، كنت أمشي وأصلي 

وحزن عميق في داخلي 

 

 

 

التعليقات

أترك تعليق