صباح بياض يا أمي
صباح بياض يا أمي
مجاراة لقصيدة الشاعر المبدع نزار قباني ( خمس رسائل إلي أمي ) .
صباح بياض
يا أمي،
آيتها الجنوبية ،
سوسنة حقول
التين والعرعر.
صباح قماطي
الذي عطرته
بالصلوات ،
والإيمان،
والعنبر ،
ونثرت بين ضحكاتي
حنو قلبك الرقراق ،
وصار اليوم بأجنحة
سماوية.
يا أمي
نما حرفي
وأصبح
وارفا أخضر.
هل تذكرين
يا أمي
اسئلتي :
كيف عرفت
يا أمي
أن هناك شمعا،
حالما،
يسهر ؟
وكيف عرفت
يا أمي
أن الصبح
نضال أمومة البيدر ؟
وكيف عرفت
أن صديقتي
تختالني،
تغافلني ،
وتسرق لحني الأحمر ؟
وسافرت يا أمي
وعرفت سواحلا أكثر،
عرفت ملامح أكثر ،
وسمعت غناء
الأشجار
للأطفال
والبسطاء
والمرمر ،
وعرفت أنك
كنت تعرفين
الناس ،
والأوطان،
والشطآن،
وأني صغيرة أجهل ،
ومازلت صغيرة أجهل.
يا أمي
قصصت ليل ضفائري،
وغنيت،
ورقصت ،
وحب بقاربي أبحر ،
ولكن لازلت يا أمي،
أحضن دميتي ،
وأشتاق لغرفتي
وأسمع عصفورا
يناديني ليضع
في فمي السكر .
نشرت في المجلة العربية العدد ( 490) ذو القعدة 1438 - اغسطس 2017 م