امرأة تنتصر

امرأة تنتصر

 

 

 

مهرجان الباحة للقصة القصيرة  : إمرأة تنتصر، وظلام يندحر 

 

سعدت بدعوتي إلى المهرجان الأول للقصة القصيرة في المملكة بنادي الباحة الأدبي ، والذي يصاحبه الاحتفالية بافتتاحمبني النادي الجديد وهو هدية رجل الأعمال سعيد العنقري لمثقفي الوطن وليس لمثقفي الباحة فقط ،  وتذكرت أمسيتيقبل سنوات في النادي، تذكرت اللافتات التي ملأت الشوارع باسمي وإسمي القاصين اللذين قاسماني الأمسية  وابتهجت بها ، ولك ما أزعجني هو أنني كنت بمفردي في غرفة باردة ، ومع حوالي أربع سيدات  ، وكل شيء صامت حولي ، كان أمامي شاشة تلفازية باردة ، كنت اسمع أصواتا  متقطعة ،وصوتي أيضا لم يكن يصلهم إلا متقطعا ،  أتاني  صوت من الضفة الأخرى ، هو إنسان مثلي ولكنه بدأ كأنه من  كوكب آخر  ،ومرت بي روايات الخيال العلمي ،  أتذكر انزعاجي في تلك الأمسية بسبب أنني لست على المنصة معهم ، ولكن ذاك الإنسان كان  يعرفني ، فهو أديب  ،فبدأت الأمسية بي ، تقذيرا لشقائق الرجال ، بناء على أوامره الحضارية ،كما أنه  جعلني أقرأ أكثر من نص ، انتهتالأمسية ، وأخذت على نفسي عهدا أن لا أزور الباحة ، البلدة التي تكره المرأة وتقصيها ولذلك لم أشم  ريحانا  في طرقاتها ، ومرت بي عذابات صديقاتي اللواتي ينتمين لها مع الذكر وأيضا الأنثى  . 

عدت من تلك التجربة ، وأنا موجوعة بغياب المرأة المخيف ، والفكر المتطرف ضد الحياة  هناك ، وتكررت لي دعوات منالنادي ولكني اعتذرت ، وقبل أسابيع ، أرسل لي رئيس النادي الأستاذ حسن الزهراني الدعوة كنت مترددة في الحضور  ، وكتبت له أريد أن أقرأ نصي أمام الجنسين فرد علي كما تحبين ، ورغم ذلك لازلت متوجسة ،فلم احجز رحلتي إلا قبلموعد المهرجان  بثلاثة أيام فقط ، وهذه ليست من عادتي ، وكنت قد قررت إذا لم أجد رحلة مباشرة من الدمام إلى الباحة ،فلن أسافر ، وكان لدي شعور  أنني لن أجد رحلة مباشرة من الدمام إلي الباحة ، فزملائي لم يجدوا رحلات مباشرة ،وكانت المفاجأة أنني وجدت رحلة مباشرة ذهابا وإيابا مباشرة وفي الأوقات التي أحب أن اسافر بها .

  وكان مساء يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 ، هبطت الطائرة مطار الباحة حوالي الرابعة والنصف عصرا ، وهبطت معها متوجسة ، ولكنني لاحظت أنني لم أر عين ذكر تخيفني  ، كما رأيت من قبل ، وكم كانت سعادتي عندما وصلت الفندقوفي مكان الفعاليات ،، رأيت الوجوه باسمة ، والشفاه تحمل أجمل عبارات الترحيب ، جلست في الصف  الأمامي  ورأيتنورا يملأ المكان وأنا  أرى أحدى الزميلات الكاتبات وهي على المنصة  مع الزملاء .

كان مهرجان القصة القصيرة احتفالية باذخة ليس لأنها  أحتفالية للقصة القصيرة لأول مرة في المملكة ، بل احتفاليةتواجد المبدعة السعودية  لأول مرة على المنصة جنبا إلى جنب مع زميلها الرجل ، كما كانت معه سابقا في الحقل ، وتلك الفترة كانت تتدفق الأمطار ، وتثمر الأزهار ويغني الهزار  ، نعم ، وعندما اقصيت المرأة بفكر متطرف شاذ وغيبت لثلاثةعقود ، اجدبت الحياة .

كان بهجة تغمرني وأنا أرى زميلاتي علي المنبر فيصل ضوء  فكرهن إلى  منطقة الباحة بأكملها . الباحة التي حارب فكرمتطرفيها  فكر أصدقائي التنويرين ، وطردتهم  منها .

أن مهرجان القصة القصيرة والذي اقيم  لأول مرة في المملكة وبرعاية كريمة من سمو أمير منطقة الباحة يمثل تمكينا لثقافة جديدة ، ثقافة تعتمد على المرأة والرجل معا ، ثقافة تخرج الكاتبات والتنويريات من الغرف( المعتمة ) الممتلئة بالغبار والحشرات إلي النور ، والمهرجان أيضا تظاهرة اجتماعية تجتث الفكر المتطرف ، والإرهاب وكل أشكال العنف من البيوت  ، كما أنه يمثل إعادة الحياة (السويةالمفعمة بالفرح والسلام والجمالية والموسيقى لمجتمع تلك المنطقةومايحيط بها لتنمو وتزدهر كباقي مدن وطننا الحبيب ، فشكرا باتساع السماء للأوامر الملكية الحازمة من خادم الحرمين ا لشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي اخمدت كل فكر معتم متطرف في كل جهات الوطن  يقتلنا ،ويحارب الحياة .

 http://www.arabicstory.net/forum/index.php?s=c355baf7ddd4606b2832c56dafdc6bd6&showtopic=18799

 

7 ديسمبر 2017

التعليقات

أترك تعليق