من أوراق معرض الرياض

من أوراق معرض الرياض

 

 

 

انتهى معرض الكتاب لهذا العام 2018 ، الكتاب الذي يمثل الطريق للحريات ، كما عبرت عن ذلك الجميلة اوبرا وينفري عندما قالت أن الكتب كانت طريقها إلي الحرية  ،ولاشك أنه بدأ الاستعداد لمعرض العام القادم ، كما يحدث في معرض فرانكفورت الذي يعلن علي موقعه في اليوم الأخير عن الاستعداد للمعرض القادم .
كانت أيام جميلة برفقة أصدقاء الفكر  من جهات الوطن الحبيب الشمال والجنوب والشرق والغرب ، انقسمت  أحتفالية الكتاب إلي صباحات هادئة في المعرض نتجول فيها بين أجنحة المعرض ، ومساءات نشعل فيها حوارات ، ونقاشات فكرية وثقافية باذخة نتناول فيها اصداراتنا القادمة ، الصحافة الثقافية ، التحديات التي تواجهنا كمثقفين في عصر العولمة ، نتاجنا الثقافي ، نشر شهاداتنا ، مؤسساتنا الثقافية والعمل المؤسسي ، الترجمة الأدبية والعمل المؤسسسي لها وليس الفردي ، المثقفة السعودية ودورها المجتمعي والثقافي ، كيف نوقف مد أدعياء الثقافة ؟، أين نحن في هذا العالم ؟ ماذا يريد قاريء اليوم منا ؟ ، أيضا أحتفينا في تلك المسادءات   بنضالنا لأجل تنوير مجتمعنا ونثر شذى السلام والحياة والإنسانية والكلمة العظيمة .
 أن معارض الكتب تتجاوز أن تكون فقط لشراء الكتب بل هي ملتقيات ثقافية  وحضارية  لبناء صداقات جديدة ، وعقد شراكات واتفاقيات واستثمارات  ، الاطلاع علي فكر الآخر .ولقاء الكتاب بالقراء هي باختصار احتفالية تذوق المعرفة وتقارب الشعوب والثقافات .

وأنا أنظر إلي زائرات المعرض ، عرفت منسوبات التعليم بنظراتهن الخائفة التي تشق نظراتها عبر  نقاباتهن ، تمنيت لو انهن ان يشجعن طالباتهن علي زيارة معرض الكتاب ، وعن أهمية الكتاب للمعرفة والنمو الفكري والعلمي ( الكتب الجيدة التي تفتح العقول )  .أما  عن دور النشر فقد احتشد الزوار أمام دور النشر اللبنانية التي تهتم بالروايات ، والكتب الفكرية ، ولكن دار المنى  بالسويد كان لها وجودا ساطعا عبر كتبها المترجمة من اللغات الاسكندنافية إلي اللغة العربية والتي كانت تتناول ادب الطفل والناشئة والبالغين .وكان حضور مبهجا  للناشرة العربية التي تهتم بالآداب المترجمة وتمد جسرا من ورد بيننا وبين شعوب وثقافة بلاد الفيكنغ .

لفت انتباهي عنوان كتاب يتحدث كيف يعرف ابنائنا الجماعات المتطرفة والظلامية ولكن للأسف لم أصور غلاف الكتاب . 

استوقفني وجود مؤلفات سعوديات اصدرن كتبا تنوعت بين خواطر ونصوص أدبية وسير ومقالات ، فتحية لهن ، فالكتابة شجاعة التعبير عن الذات ، ولاحظت أن معظم هذه الاصدارات هي الإصدارات الأولى لهن ، ولكن تبقى الموهبة والاهتمام بها ،وصقلها بسعة الإطلاع والانفتاح على الثقافات الأخرى ، هي الحكم وهي التي تدفع أي منتج ثقافي نحو الأمام . أما مازعجني مواقف السيارات البعيدة عن المعرض .

اما ماذا اعجبني في المعرض فهو حضور الترجمة عبر ندوة الترجمة للمترجمين الشباب ، وماراثون الترجمة ، والتسويق الجيد للمبادرات الشبابية .
أما أهم امنياتي ومقترحاتي :
-اقامة ورش عن الترجمة الأدبية ، فالترجمة الأدبية وحدها من يرفع الذائقة الجمالية ، وينمي الوعي الانساني  
-أن يكون للمثقفة السعودية دورا أكبر في المعرض ، واقصد بالدور أن تتحدث عن تجربتها مع ابداعها ، وأيضا تسلط الضوء على نضالها لتحقيق ذاتها ، ولتنمية المجتمع .
-استضافة روائيين متميزين من العالم العربي ، ومن اوروبا وأمريكا ، وأمريكا اللاتينية واليابان والصين ليقدموا ورش ومحاضرات عن كتابة الرواية .
-اقامة ورش عن الكتابة للأطفال يقدمها كتاب من أوروبا وأمريكا ودول اسكندنافيا ليكون لدينا أدب أطفال  ، وتكون برسوم رمزية وهنا يكون استثمار ثقافي .

-ان يكون في البرنامج الثقافي لقاءات مع ناشرين من الدور المشاركة  .  -تسليط الضوء علي الكتاب الألكتروني .

-استضافة كتّاب / كاتبات أجانب للحديث عن الكتابة الإبداعية .

- تكثيف وجود المذيعات السعوديات في تغطيات فعاليات المعرض .

-وجود رقابة صارمة على الكتب التي تدعو للتطرف والكراهية والتي تحقر ( النساء ) .

- بث تغطيات باللغة الانجليزية .

- أن تصدر وزارة التعليم تعميما إلى مدارسها وكلياتها وجامعاتها يتضمن برنامجايوميا  ثقافيا صباحيا عن معرض الكتاب وتحدده الوزارة حتي لايعبث به بقايا ظلامي وظلاميات التعليم ، ويكون مدته ربع ساعة  يلقي الضوء علي فعاليات معرض الكتاب  ، وتشارك الطالبات والطلاب في تغطيته من المعرض مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي  .حتى يستيقظ  منسوبو التعليم ويعرفون  ماذا يحدث لدينا .

طبعا لاحظنا خلو  المعرض هذا العام من صرخات  الظلاميين المتطرفين  التي ترعب الزوار ، وتحرض علي الكراهية والعداء وهذا بقرار سياسي  حازم  من ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .

 في ذلك الصباح الذي يحمل نسائم مارس  ، امتلأت عيناي بالدموع وأنا آسير باتجاه بوابة 2 ، ولكني لازلت اسمع صوت ميس* ونحن نتحدث عن الترجمة وهمومها وجمالياتها وأدب دول اسكندنافيا   ، كان  حولي عبارات ترحيب باسمة بي نثرها  لي  الأصدقاء وأنا أمر باجنحة المعرض ، أما أمامي فكانت  مساءات من فكر  التقيت فيها  بأصدقاء اقتسم معهم/ معهن  أغنيات وكلمات وحب وطن  يورق بفكرنا الحضاري الوارف .

 

الرياض - 24 مارس 2018 

من خلف الكواليس /
وأنا اقف أمام احدى الصرافات بالمعرض  ، أقترب مني ذكر همجي ، اعتقد أنه من بقايا الظلاميين ، وطلب مني أن اذهب إلي الصرافة الأخرى التي يصطف أمامها نساء ، فرفضت ، وصرخت بوجهه فخاف ، وبقيت واقفة في مكاني ، كان أمامي رجلين وخلفي رجل وعدد من النساء بدأن يقتربن عندما وجدوني في الطابور .

 *ميس النداف ، مشرفة جناح دار المنى السويدية بالمعرض 

 

 

التعليقات

  1. Image
    فاطمه محمود عزب2018-03-31 16:03:12

    انت مبدعه فى كل كتاباتك ابداع وكفى

  2. Image

    Power to you موقفك صائب وعظيم في دحركرلهذا الغارق في التخلف !!

أترك تعليق