تلاميذنا وغياب آثارنا

تلاميذنا وغياب آثارنا

 

 

صحيفة الرأي السعودي : 

المقال للقراءة والإستماع ، هنا .

قراءة / سمر الموسى 

https://saudiopinion.org/sop501/

 

تمثل الآثار والأماكن التاريخية جزء هاماً من هوية الأمم الثقافية، لذلك تقوم الأمم المتحضرة بتدريس معالمها الأثرية لـ”تلاميذها” في مدارسها منذ الصفوف المبكرة عبر “الدراما” والرحلات.

تشير “إيلين سميثيز” في مقالها:لماذا من المهم أن يستشعر الأطفال التراث؟، أنه بدون أن يستشعر الأطفال التراث بأنفسهم، فانه لا يمكن أن يتوقع منهم أن يكون لديهم اهتمام به.

عند زيارتي لمنطقة تبوك لإقامة محاضرتي عن الترجمة، سعدت بزيارة الآثار التاريخية المفعمة بعمق تاريخي وحضاري سكن المنطقة منذ قرون، ومرت بي وأنا أقف أمام بوابة القلعة الأثرية الكاتبة السويدية “سلمى لاغرلوف” المعلمة التي كلفتها جمعية المعلمين الوطنية بالسويد بكتابة كتاب يتحدث عن جغرافية السويد، فكتبت مغامرات “نيلز” والتي تمثل رحلة طفل مزعج إلي كل السويد ومن خلال الرحلة يتعرف على كل جغرافيتها وتاريخها ويتغير سلوكه المزعج.

وبينما أصعد إلي سطح القلعة امتلأت بحزن لغياب آثارنا الثرية عن مناهجنا،  وحلقت مع أمنياتي لتعليم تراثنا الوطني، فتمنيت وأنا أطل على تبوك، لو يكون هناك كتاب يدرس  لـ”تلاميذ” المرحلة الابتدائية عن التراث المادي لدينا، ويكون على  شكل حكايات للأطفال عن أثار مناطقنا، وبين هذه الحكايات يكون ضوء تربوي وعلمي يساهم في تنمية الطلاب إنسانياً وحضارياً،ويحتوي على رسومات وانشطة مبهجة كالرسم والتلوين، وتركيب جمل وصفية لصور، يبدي فيها التلاميذ رأيهم ، ومشاهد مسرحية قصيرة،  ويحتوي على أقسام تتضمن آثار كل منطقة، ويكون أشبه بإصدارات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حيث يشمل تعريفاً بموقع ومناخ المعالم، وطرق الوصول وعناصر المسار السياحي القديم والحديث فيه.

ويشتمل الكتاب على أنشطة رحلات مدرسية ترفيهية للمواقع التاريخية، حتي يستنشق الصغار عبق هذه الأمكنة، ويزداد وعيهم بأهميتها حيث تمثل جزء من هويتنا الثقافية، وليبدأ يتشكل شعور لديهم للاهتمام بها وحمايتها وتقديرها، ويكون الكِتاب باللغتين العربية والإنجليزية وبين كل ذلك يحضر الإعلام الجديد والأغاني والقصائد التي ذكرت المعالم وأيضا إشارات إلي رحلات المستشرقين بلغة ورسومات مبسطة.

وبينما أقف بجوار القطار في سكة الحديد التاريخية، تذكرت المشكلة التي سوف تواجه امنيتي وهي من يؤلف هذه الكتاب؟

مؤلف هذا الكتاب لابد أن يكون فريق مكون من كاتب ومترجم أدبي ومصور ورسام وجميهم “فنان” ولديهم سعة في إطلاع، ووعي حاد بأهمية هذه المواقع، ويتمتعون بتواصل جيد واحترام للآخر ومعالمه التاريخية، وبين كل ذلك في أعماقهم فضول ودهشة الطفولة التي سوف تلامس وجدان وعقول تلاميذنا البراعم، وتزرع فيهم جماليات تراثنا الوطني.

إن تعليم “تلاميذنا” عن مواقع بلادنا الأثرية وتاريخها بطريقة مشوقة يزرع في عقولهم الغضة الوعي بهويتهم الثقافية، وينمي لديهم الحس بقضاياهم وهويتهم الوطنية، كما يمكّنهم من التواصل مع العالم.

سؤال صغير: هل يعرف “تلاميذ” المدارس الابتدائية معالمنا الأثرية التي انضمت إلى اليونسكو؟

https://saudiopinion.org/sop501/

 

 

التعليقات

أترك تعليق