الفرقة الكورية

الفرقة الكورية

 

 

 

وترفيه خاص لشبابنا

أهدى مقالتي هذه لطالبتي وصديقتي الجميلة هناء، وصديقاتها اللواتي دسسن في يدي ذات صباح من زمن العتمة “C D” لأغنيات أجنبية، وهن خائفات.

كان مساء الجمعة الماضي مساء جماليًا استثنائيًا، مساء مفعمًا بفرح، وضحكات بدأت من الطرقات التي تؤدي إلى استاد الملك فهد بالرياض، والذي احتوي حدثًا تاريخيًا يانعًا ألا وهو الحفلة الغنائية للفرقة العالمية الكورية BTS والتي اكتسحت دول العالم المتقدم بأغنياتها.

لقد ابتهجنا جميعًا بتلك الأجواء الكرنفالية والأضواء الساطعة التي حضنت عاصمتنا الرياض، وهي تحمل صوت شبابنا وهم يغنون مع فرقة BTS بحماس وثقة ومحبة للحياة «أحب نفسك»، الأغنية التي تناهض العنف ضد الأطفال والشباب في العالم عبر حملة بدأتها «الفرقة» بالتعاون مع منظمة اليونيسف في نوفمبر 2017.

وأعود للاحتفالية، فقد كانت الجموع تتدفق برقي من بدايات اليوم، ولكن هذه المرة الجموع مختلفة، فقد تلونت بوابات الاستاد وممراته ومقاعده بأرواح خضراء غضة فالجموع كانت من الشباب من الجنسين، الشباب فقط، كانت خطواتهم السريعة والرشيقة تتسابق بفرح، وتعالت هتافاتهم الحماسية، وكان الاستغراب على وسائل التواصل الاجتماعي عن حجم هذا الحضور الضخم، فلم يسبق أن حدث ذلك، نعم لم يسبق ولكن الإجابة كانت بسبب التخطيط الأكثر من رائع، فكان هذا بداية موسم الرياض وهذه أول فعالية من حلم للشباب، وكأن هيئة الترفيه قد منحت الزمان والمكان والتذاكر للشباب فقط، وأبعدت عنهم ما يضايقهم أو يزعجهم، كما علقت صديقتي الجميلة على ذلك وأتفق معها، فكل الذين يفقدون الشباب بهجتهم كانوا هناك في مكان آخر يتدافعون بأجسادهم البدينة ويتعاركون بطريقة همجية مخيفة.

في حفل فرقة BTS كان يلتفت الشاب فيجد زميله مبتهجًا، وتلتفت الفتاة فتجد صديقتها تبتسم، ويصدحون معًا بأغنيات الفرقة التي قاسمتهم ذكرياتهم الصغيرة.

في تلك الليلة الفارقة، غنى شبابنا أغنيات الحياة والثقة بالنفس والأمنيات العظيمة مع فرقة BTS التي تشكلت عام 2013، والذي كان من أسباب نجاحها ووصولها للعالمية هو أن أغنياتها تركز على العلاقات الشخصية والاجتماعية والصحة النفسية للشباب، وتشجع حب الذات والثقة بالنفس والفردانية وتناهض الظلم والعنف والتنمر والمشكلات المدرسية.

وما حدث في تلك الليلة هو أن شبابنا غنوا عن كل القيم الجميلة لأجل حياة جميلة لهم ولمجتمعنا وللعالم، وعادوا لبيوتهم بلا ضغينة ولا تعصب ولا كراهية لأحد، هؤلاء الشباب هم أخوتنا وأبناؤنا الذين أنقذهم وأنقذنا التغيير العظيم في سعوديتنا الجديدة من استراحات التطرف والإرهاب والمخدرات، ذلك التغيير الذي أشرق بقيادة خادم الحرمين الشريفين مليك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبـ«رؤية 2030» التي صاغها ولي عهدنا الأمير الشاب محمد بن سلمان «حفظهما الله».

وقبل وبعد، شكرًا لمن خطط لأمسية الجمعة المبهجة، فقد كانت أجمل هدية للناشئة والشباب وللأمهات ولكل عشاق الفرح والنور والغد في سعوديتنا الخضراء.

https://www.saudiopinions.org/16874/

 

التعليقات

أترك تعليق