فتيات الشفرات
تاريخ ساطع خفي
هناك، تاريخ ساطع مهمل كتبته النساء .
هناك، انجازات شاركت فيها النساء .
ولكن …. كل ماسبق لم يوثق كما ينبغي .
ولكن هنا ، حكاية بطولتها ، وبطولتهن ( فتيات الشفرة ).
”لقد أنتهت الحرب“، أعلنها الرئيس الأمريكي هاري ترومان ، فخرج حشود الامريكيين الي الشوارع يرقصون ، يبكون ، يقذفون بالصحف في الهواء، ذلك اليوم وثقته الكتب والأفلام الوثائقية والسينما ولكن لم يلاحظ أحد مافعلت فيرجينيا ادير هولت ، فمن هي فرجينيا ؟
فيرجينيا أدير هولت هي أول إمريكي يعرف أن الحرب العالمية أنتهت رسميا .
استسلمت المانيا النازية للحلفاء ، كان هناك تلميحات محيرة من اليابانين توحي بأن الفصل الدموي من التاريخ علي وشك الانتهاء ، ترى مالذي حدث ؟
وقعت مهمة فك الرسالة المهمة والحاسمة بين يدي فيرجينيا اديرهولت لتفكها وتترجمها ، ويتم إبلاغ الرئيس ترومان ، وليعلن بأن الحرب أنتهت رسمياً ، ملأ الفرح العالم .
كانت فرجينيا اديبرهولت ضمن النساء اللواتي لم يلاحظ أحد تميز انجازهن لعقود تلت الحرب .
لقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك سلاحا سريا في تلك الحرب القاسية ، ذلك السلاح هن النساء ، فتيات فك التشفير ، كن يدرن معركة أخرى بينما الرجال في مواقع المعركة .
كانت فرجينيا إحدى الأمريكيات العشرة الآف اللواتي عملن في المواقع الخلفية في الحرب العالمية الثانية، مواصلين عملهن المرهق والدقيق ، قلة من يعلم أن اولئك النساء ابتكرن رسائل مزيفة ليضللن الجيش النازي .
فككت فرجينيا وزميلاتها شفرات الرسائل ، وكن يغيرن باستمرار النظام المعقد ليوصلن الرسائل الي المخابرات والجيش الأمريكي ، لقد كانت رسائل مصيرية وخطيرة ومهمة للجيش والقوات البحرية
ضمنت للجيش الأمريكي الخروج منتصرا من الحرب كما أكد كبار العسكريين . فلقد مكنت تلك المعلومات الحلفاء من اغراق سفن امدادات المحور .
كانت فرجينيا وزميلاتها يقضين 12 ساعة يوميا ، في فك شفرات الرسائل ، استمر عملهن لمدة سبعة اسابيع ، لم يقتصر عملهن على فك شفرات الرسائل بل كن يقمن بتشغيل مكائن القنابل أيضا ، وتحرير مواد كتابية .كن يقضين ساعات طويلة في فك حروف مختلطة وخربشات كان العمل شاقا ، فلم يكن لدين كتب قواعد للتشفير ولكنهن ابتكرن تقنيات خاصة بذلك. لقد زودت هؤلاء الفتيات العظيمات المخابرات والبحرية الأمريكية والجيش بمعلومات هامة ساهمت في انتصار الحلفاء ، وحقن دماء الجنود والأبرياء .
أولئك الشابات هن رائدات في تشفيرالبيانات واختراع تقنيات الامن السيبراني المبكر الذي تطور
ويستخدم الآن .
بعد عقود من انتهاء الحرب ، بدأت وسائل الإعلام في الحديث عن أولئك الفتيات اللواتي لم يتحدثن عما كن يفعلن لا لعائلاتهن، ولا لاصدقائهن، وبدأت يتعالى حضورهن وتكريمهن ، وإعداد أفلام توثيقية وسينمائية عنهن .
أما الكاتبة الصحفية ليزا موندى فقد برهنت علي دور ( المرأة ) الكاتبة في تسليط الضوء على إنجازات المرأة ففي عام 2017 ، اصدرت كتابا حمل عنوان ( فتيات الشفرة ) حيث القت الضوء علي أولئك الفتيات ،و وصف كتابها بانه ينقذ جزء من التاريخ المنسي ، وأظهرت ليزا موندي حقيقة لايعرفها الكثير وهي صمت فتيات فك التشفير عما كن يفعلن في الحرب ، وذكرت أن بعض عائلاتهن وأصدقائهن لايعرفوا أنهن لعبن دورا كبيرا في حماية شعبهن ووطنهن . وقد كشفت موندي في كتابها التحديات التي واجهتها اولئك الفتيات البطلات ومنها : البيئة العسكرية - تقليل زملائهن من قدراتهن ، ضعف أجورهن مقارنة بأجور زملائهن.وقد حقق الكتاب مبيعات عالية .
وقبل ، وبعد ، إنهن النساء ، اللواتي ساهمن في بناء الأمم ، وبث السلام ، وحماية الحياة .