ذكرياتنا ...سعادتنا

ذكرياتنا ...سعادتنا

 

 

 

 

نزور امكنة عديدة ،ولكن هناك  مكان لازال عالقا فينا!

 نسمع اصواتا مختلفة ،ولكن هناك صوت نتذكره .

وجوه كثيرة تعبر بنا ، ولكن نبتسم عندما نتذكر ملامح محددة 

نحن نحب الذهاب للامكنة التي تحمل ذكريات سعيدة لنا ، ونتحدث باستمرار عن الذكريات التي تحمل أحداثا استثنائية في أمكنة مختلفة مثل  المدرسة ، السفر ،  العمل ، الشارع  ، المجمعات التجارية ، أو في المناسبات .

تلك هي ذكرياتنا التي ( تساندنا ) كما قالت بطلة إحدى الأفلام الأجنبية ، واتفق معها في ذلك فذكرياتنا السعيدة  تساعدنا لمواجهة متاعب الحياة ، وتمنحنا الصحة النفسية ، حيث نستطيع أن نحيا من خلالها جودة الحياة  . 

ويشير ميك  ويكنغ مؤسس معهد أبحاث السعادة في كتابه ( فن صناعة الذكريات ) أن الذكريات حجر الزاوية لهويتنا وتشكل شخصياتنا ، وكيف نعمل ، وكيف نشعر ، ولها علاقة بعدد من الحواس مثل الطعم والرائحة ،ويذكر ويكنغ في كتابه بعض الحقائق منها : أن هناك عناصر للذكريات السعيدة  مثل التسجيلات والصور ،واوضح  العلاقة بين  النوستالجيا وبيننا ،  فالنوستاليجيا عاطفة عالمية ، حيث يشعر الناس بالسعادة عندما يصاحب حنينهم  للماضي  شعورا إيجابيا ، وكشف عن تأثير الذكريات على أمزجتنا،  ودورها في  تشكيل أحلامنا المستقبلية ، أشار  ويكنغ إلي  بعض الدراسات العلمية التي تؤكد  أننا نكون أفضل ، عندما نتذكر الذكريات القديمة والحديثة ،وفي دراسة اجراها المعهد عام 2018 عن الذاكرة السعيدة ، كانت النتيجة 23 ٪ من ذكريات الناس  كانت قديمة أو استثنائية مثل زيارة بلاد لاول مرة ، 37 ٪كانت خبرات معبرة مثل زفاف أو ولادة ، و26 ٪ كانت كان لها علاقة بحواس مختلفة مثل الشم ، وأيضا وجد الباحثون تأثير  الأيام الاستثنائية والخبرات القديمة وعلاقتها بالذكريات السعيدة .

ولكن كيف نصنع ذكريات سعيدة لنا في هذا العصر الراهن حيث نتلقى سيل أخبار مزعجة من  وسائل التواصل الإجتماعي وقد تسبب لنا كآبة لعدة أيام ، وخاصة للشخصيات الرقيقة وذات الحس المرهف ؟.

نعم نستطيع أن نصنع ذكريات سعيدة لنا، ولكي نحقق ذلك لابد أن نتجنب الأصدقاء الذين لديهم مشاعر سلبية تجاه الحياة، نزور أماكن جديدة،   ونجرب تجارب جديدة، نجدد حياتنا ، ونلتقط صورا لاحداث سارّة  .

التعليقات

أترك تعليق