المرأة في النماص

المرأة في النماص

 

 

سيدة أزهار الأعالي 

 

هناك على إمتداد جبال السروات نساء يرين في الشتاء تكاثف الغيم في السماء ، ويستنشقن في صباحات صيفهن  العليل شذى الأزهار الجبلية  ،  هؤلاء النساء تعرف خطاهن الأودية الصغيرة والمروج التي مرت بها شياههن ذات يوم بعيد.  كما تشهد على  شجاعتهن تلك البيوت العريقة التي تجاوزت ال 300 عام عندما شاركن في الدفاع عن فراديس حقول الذرة .


من أو لئك النساء العاليات تشكلت هوية المرأة في محافظة النماص الواقعة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية ، منطقة عسير .


كانت المرأة في النماص رفيقة الرجل في الحقول وكانت لاتغطي وجهها ، فقط تغطي شعرها بمنديل أصفر بلون الزعفران ،  ولهذا المنديل دلالات عبر ربطاته المتعددة والتي توضح كل ربطة وضع المرأة الإجتماعي  : هل هي  عزباء أم متزوجة !


تحب المرأة في النماص الحلي فمن حلي المرأة في النماص  قلائد  الظفار وهو من الأحجار الكريمة ،وكانت تطعمه بالفضة وبالعقيق والياقوت والكهرمان .   وهناك علاقة وثيقة بين المرأة في النماص وأحزمة الفضة ، فهي تحب أن تزين خصرها الرشيق بحزام من الفضة.


تمثل  الحناء  رفيقة للمرأة  في النماص ، فهي تزهر بين راحتيها كوردتي من ياسمين أحمر .
ولأن  المرأة في النماص مفطورة على حب الجمال فهي  تضع حول شعرها من نباتات وأزهار حقولها العطرية  وهو مايعرف ب  ( الغراز ) وهنا تلتقي مع نساء من ثقافات أخرى تزين  فيها المرأة جبينها بالأزهار  .
لم تكن جماليات المرأة في النماص تظهر في ملابسها أو مظهرها فقط بل بل أيضا لامست بيتها الدافئ بها ،  فزينته  بيديها بالألوان الزاهية وهو مايعرف ب ( القط العسيري ) والذي أدرجته اليونسكو في قائمة التراث الثقافي العالمي .
أما في الفنون فقد  شاركت  المرأة في النماص الرجل في فن منفرد وهو اللعب الشهري الذي يزهر بمحاورة شعرية وجدانية ة وبينها الطبيعة وظهرت العديد من الشاعرات في هذا الفن الجميل .   كما أن المرأة في النماص تشترك مع نساء منطقة عسير في رقصة ( الخطوة ) .
وقبل ،  وبعد ، لازالت المرأة في النماص تهدي وطننا جنودا أحراراً  يحرسون حدوده لننام في سلام .

 

 

التعليقات

أترك تعليق