تايتانيك :الحب بين كارثة بشرية

“كل ليلة في أحلامي 

أراك ، أشعر بك 
قلبي سوف يستمر” 

                                                                 من أغنية الفيلم    

عندما فكر المخرج  جيمس كاميرون في فيلمه الذي يتناول  غرق السفينة البريطانية الضخمة ( تايتانيك )  ، كان يعمل ليكون الفيلم رائعا كما يريد هو ولكن الفيلم وأبطاله وأغنيته تجاوزوا امنيات كاميرون  وأذهلوه  .٠

تايتانيك  هو إسم  سفينة   ركاب  بريطانية  عملاقة   غرقت في أبريل ١٩١٢ في المحيط الأطلسي خلال رحلتها الأولى في طريقها إلى مدينة نيويورك من ساوثهامبتون إنجلترا ، واسفر غرقها عن مقتل ١٥٠٠ من الركاب وأفراد السفينة وألهمت هذه الحادثة المخيفة العديد من الكتاب والشعراء وصناع الأفلام كما أنها أصبحت موضوع  دراسات وتكهنات علمية حتى اليوم .

ويعد غرق سفينة تايتنك من أشهر المآسي في العصر الحديث .

افتتن  كاميرون بحطام السفينة العملاقة و شعر أن وجود قصة حب تتخللها تلك الكارثة ستكون ضرورية جدا بل ستنقل للناس التأثير العاطفي الكبير للكارثة والذي لازال حتى اليوم .

وبدأ كاميرون في رحلته مع فيلمه وقام بتصوير لقطات لحطام السفينة ، ثم بدأ في اختيار أبطال الفيلم .

وكانت الممثلة الإنجليزية Kate Wenslet والتي قامت بدور روز بوكاتر و الممثل الأمريكي Leonardo Dicaprio والذي قام بدور جاك داوسن

يقول كاميرون  أن  كيت كان لديها الشيء الذي تبحث عنه وعرف أن  الناس سيكونون على استعداد لقطع المسافة معها .

اصرت كيت أن تمثل هذا الدور واقنعت كاميرون بموهبتها  .

أرسلت له وردة . وتحمل توقيع Rose

ماذا عن جاك ؟

يقول كاميرون أنه  كان يحتاج إلى أن يشعر طاقم العمل أنهم على متن السفينة تايتانيك وأن يستعيدوا حيويتها وأن “ يأخذوا تلك الطاقة ويمنحوها لجاك “ .

في البداية رفض ديكابريو والبالغ من العمر 21 ، والذي رُشح لدور جاك الدور ، كما أنه رفض  قراءة أول مشهد رومانسي له ..

لم يستطع كاميرون أن يجعل ديكابريو يركز على المشاهد ، ولكن “ لجزء من الثانية ، نزل شعاع من الضوء وأضاء الغابة “ .

كان كاميرون يؤمن بشدة بقدرة دي كابريو على القيام بدور جاك .

وتم إطلاق  فيلم تايتانيك  في ديسمبر 1997 وتم الإشادة بالكثير  من عناصره :  أبطاله ، القصة والعمق العاطفي ،  التصوير السينمائي وقد رُشح  لنيل 14 جائزة من الأوسكار .

هل كان سيحقق الفيلم النجاح لولا أغنية  ومغنية مختلفة  ؟

أنت هنا ، لاشئ أخافه

وأعرف أن قلبي سوف يستمر
 

كانت ستكون مقطوعة موسيقية ، لأن وجود صوت يغني سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لميزانية الفيلم الباهظة في الأصل ، قام جيمس هورنر بتأليف الموسيقى التصويرية ولكن هورنر  لم يتوقف بل عهد إلى كاتب أغنيات وكتب الأغنية ، “ أردت أن أفعل شيئاً مختلفاً “ وكان مختلفاً .

ولكن عندما عزف اللحن على البيانو لسيلين ديون ، لم تقتنع باللحن ورفضت تسجيل الأغنية

ولكن هورنر لم ييأس وعاد إلى الاستديو  وتم تسجيل اللحن وعندما سمع كاميرون الأغنية وافق على الأغنية …

وحتى اليوم تغنى أغنية الفيلم ….

في ٢٠١٧ ،  اختارته مكتبة الكونغرس للحفظ في السجل الوطني للسينما بالولايات المتحدة لكونه ذو أهمية ثقافية ، تاريخيّة وجمالية

إنه الحب …

إنه الإبداع ….

إنه قوة العمل الفني ، الإنساني ….