خيوط المعازيب

خيوط المعازيب

 

 

خيوط  المعازيب : اشراقة ( زري  )  في الدراما المحلية

                                                                تركية العمري 
                                                 الشرقية - الرياض 

( الدراما هي واحدة من أهم الأجناس التلفزيونية وأكثرها تحديا”

 

ولكن ماذا عن العمل الدرامي ( التاريخي ) ؟ 

 يتطلب العمل الدرامي التاريخيّ الكثير  والكثير من الجهد والبحث والمال ،  و تظهر الكثير من التحديات  ومنها  السيناريو    ، وترابط الحبكة  . فكاتب العمل الدرامي يسير في مهمة درامية صعبة  .

 

ويأتي مسلسل ( خيوط المعازيب ) كعمل درامي يشرق بين الدراما المحلية وينثر الضوء حول  فترة زمنية من تاريخنا السعودي المعاصر ، في المنطقة الشرقية ، وهي فترة الستينات  الميلادية  .

 

 يأخذنا إسم  المسلسل ( خيوط المعازيب ) بسرعة إلي حرفة من أناقة جمالية ،  تفردت بها محافظة الأحساء  بالمنطقة الشرقية ، وهي حياكة و تطريز  البشوت (  المشالح ) بخيوط الصوف والحرير والزري الذهبي والفضي  .وكانت هذه الحرفة تجارة رائجة في الماضي .

أما المعازيب فهم  كبار التجار في هذه المهنة ..

 

ولكن… 

في الأصل أن صناعة البشوت بدأت بأيدي النساء اللواتي كن يحكن لصغارهن بشوتاً لجعلهم يبدون أكثر تميزاً وأناقة .

 

وتأتي… 

حكاية خيوط المعازيب من قصة حقيقية كتبها الكاتب والفنان المسرحي حسن  العبدي ، وبين هذه القصة تلتقي  قصص أخرى وتجارب إنسانية تحكي عن ايقاع هادئ لمجتمع حرفي  شكلت مهنة حياكة البشوت  يدوياً عنصرً اساسياً في حياته واقتصاده ، 

لكن ستكون هناك  رحلة للبطل الصبي  هرباً من ظلم  من أحد تجار البشًت   الذي يعمل لديه ، وعبر هذه الرحلة تأتي التحولات ويتحرك  الإيقاع وتتغير الحياة الإجتماعية والإقتصادية بأكملها  .

 

كان إطلالة المرأة في مسلسل ( خيوط المعازيب ) إطلالة من وهج بين العمل ككل ،  فقد استطاعت الكاتبة  والمخرجة هناء العمير (التي قامت بالإشراف  على ورش كتابة النص وأيضاً الإشراف على العمل بالكامل ) ، استطاعت أن تمنح  القصة لمسات حيوية وتشويق وعواطف إنسانية شفيفة تحرك مشاعر المشاهد .

أما السيناريو فقد تم كتابته بدقة وروح تناسب  الوقت الحالي وذلك من خلال ورش كتابة إبداعية  مكثفة 

شارك فيها العديد من الكتاب الذين لهم علاقة بالدراما والسيناريو الدرامي .

من خلال جماليات الإخراج عبر تصوير  الأمكنة سوف يتعرف  المشاهد في كل جهات الوطن  على المجتمع الأحسائي المفعم بالطيبة والمحبة  ، والعلاقات الإنسانية  ، وعلاقته مع الآخر .  

وفنونه التي تعبر  الخليج 

 

وتشرق الظهران ، رأس تنورة ، والجبيل والدمام ….

 

وأغنيات 

يعبر بنا المسلسل إلى الفن الغنائي الأحسائي ، ويأخذنا إلى أغنيات تؤرخ أيضاً للفن في بلادنا   

 

(ما أدري من أهل الطرف ولا من الهفوف 

                           ولا من أهل المبرز قرة أعياني )  

 

ربما …

( خيوط المعازيب)

صراع لأجل الحياة 

ربما هي حكاية  الوقوف في وجهه الظلم

  ربما هي كرامة الإنسان أينما كان 

  ربما هي نداء أمكنة جديدة تعدنا بحياة أجمل ، وتفي بوعدها . 

 

ولكنها بلا شك

رحلة نحو انتصار  الحياة …

والإنصات للمستقبل ..

 

تحية … 

وتبقى تحية لفريق العمل الذي أهدانا هدية مطرزة بحيوط الذهب  ، تحمل  رائحة مشموم   الأحساء وتحلق به بين صباحات  الظهران  والجبيل  والدمام   والخٌبر  . 

التعليقات

التعليقات غير متاحةالتعليقات مغلقة حاليا علي المقالة