باريس وفكر واعدات جامعة الدمام

باريس وفكر واعدات جامعة الدمام

 

أعتقد أن صباح توقيع كتابي (باريس وتبسم النساء)، بجامعة الدمام ضمن برنامج مهرجان الكتاب الخامس* قد تماهى مع ما قاله الكاتب البريطاني مايكل موربورغو «أن تشجيع الشباب ليثقوا بأنفسهم، وليجدوا صوتهم الخاص سواء عبر الكتابة أو الدراما أو الفن هو أمر مهم جداً في إعطاء الشباب شعورا بقيمة الذات»، لقد كان صباحا مبهجا بالنسبة لي، فلقد نجحت فعاليتي الثقافية التي تضمنت أصبوحة شعرية وتوقيع كتابي باريس وتبسم النساء، والسبب هو حضور العقول الشابة الواعدة المتدفقة بالطموح، بالمغامرة، بالحياة، التي شعرت بتقدير لأفكارها فرسمت وجودها بثقة .وبهجة مغيبة بأصواتها الشابة كل صوت متقادم.

وإليكم الحكاية من البداية، أعترف بأنني لم أكن متحمسة كثيرا لتوقيع كتابي في المهرجان، لسبب واحد، هو أنني أتجنب التواجد في جو الجامعة الممل الذي تهيمن عليه الأكاديميات (الحريم) ذوات العقول الآسنة التي تحارب الثقافة وخطوات التجديد، ولكني تذكرت ابتسامة مشرفة النادي الثقافة والفنون سامية الراجح الرقيقة التي رحبت بإقامة محاضرتي عن التربية الجمالية عندما أطلقت فكرة التربية الجمالية، وأعلم أنها تجاهد لأجل الثقافة والمثقفات الواعدات لأنها قريبة من أعمارهن، وأفكارهن، فأجبت دعوتها الكريمة، وأتى يوم الخميس 7 أبريل 2016، اليوم الأخير من المهرجان، يوم توقيع كتابي الذي يصاحب أصبوحتي الشعرية، وكانت أصبوحة فارقة بالنسبة لي، فعندما كنت في الطريق إلى الجامعة أتاني صوت رقيق وعرفت بنفسها أنها إحدى طالبات الجامعة التي ستكون معي في ركن التوقيع، وتذكرت أنني قلت لسامية أريد حولي من الموهوبات في الكتابة الأدبية أو الطالبات المحبات للقراءة، وصلت المبنى، وفتح الباب الزجاجي، وظهرت لي زهرتان من ياسمين، نعم زهرتان بابتسامة تملأ ملامحهما المشرقة، وكم سعدت بذلك، وحمدت الله أنه لم يستقبلني وجه متجهم، وفي لحظات رتبن ما كنت أحمله معي من هدايا وورود وصور ونسخ من كتابي، كانتا ترتبان بطريقة منظمة وببهجة، وفي الطريق نحو المسرح تعرفت عليهما، حيث طلبت أن تكون أصبوحتي في مسرح، فالكلمة التي تدعو إلى الحب والخير والمصداقية والسلام واحترام الإنسان يجب أن تكون على المسرح وأمام الجميع، ولن أقبل بغير ذلك في فعالياتي المقبلة، احتراما لذاتي ولفكري ولجمهوري.. وصلت المسرح، وفي ثوان كان حولي أكثر من زهرة ياسمين، وفاح عبق عطر فكرهن، وفي لحظات تحول المسرح كما لو أنه حقل أخضر وارف نما حولي، وتدفقت أسئلة عن باريس، وعن محتوى كتابي، وعن الكتابة، وعن تعلم اللغة الفرنسية، وتعالى صوت نغم بياف الدافئ، وفي لحظات سافرت صور فعاليتي عبر السناب شات، وتويتر، وكل ووسائل التواصل .الاجتماعي عبر فكرهن الرقمي الجديد.

انتهت أصبوحتي الشعرية، وبعد ذلك كان التوقيع، وفي لحظات أيضا تم ترتيب طاولة التوقيع هناك في المعرض. وانتقلت إلى المعرض سعدت كثيرا، وأنا أرى دور نشر من المملكة ومن الدول .العربية، وأبهجني التنظيم، إنه عرس ثقافي مبهج.

في تلك السويعات التقيت طالبة تدرس اللغة اليابانية عن طريق النت، وأخرى تحب اللغة الفرنسية وتحاول تعلمها، وثالثة تحب تنظيم الحفلات والمناسبات ولكنها لم تجد أحدا يحتويها، والعقول .الآسنة تحارب ربيع عمرها.

مررت بلوحة المهرجان عبر خيوط ملونة، واقتربت من طاولة تغليف الهدايا وهذه جمالية الهدايا بين الصديقات والأحبة، وهتفت فرحا، وأنا أرى إصدارات هيلين اكسلي التي ساهمت في تنمية حبي للترجمة.

.خرجت وأنا محملة بمشاعر مثقفات ومبدعات الغد الوردية اللاتي تركت لهن محبتي وجوري ضاحك وابتسامة باريس التي تنتظر زيارتهن لها لتكللهن بتوليبها، وتركن معي بهجة ذكرتني بطالبات جامعة حائل الرائعات، وحقيقة ساطعة وهي أن طالبات الجامعات يحتجن إقامة فعاليات ثقافية متميزة ومستمرة يخططن لها، وينفذنها، ويشرف عليها عقول شابة متفتحة من منسوبات الجامعات تمنح مساحات شاسعة لأصواتهن وأفكارهن فوحدها الثقافة التي تنمي شخصياتهن، .ووعيهن، وتحتفي بأصواتهن القادمة وتطلق أمنياتهن العظيمة نحو سماوات الإبداع.

 http://www.al-jazirah.com/2016/20160416/cu22.htm

 

التعليقات

أترك تعليق