الموسيقى سمو الأخلاق
الحقيقة الوحيدة هي الموسيقى .
جاك كيروك
تهذب الموسيقى أرواحنا .وتشذب إيقاعاتها ذواتنا ، تسافر بنا نحو فضاءات من حب وسلام ، نتأمل كيف يمسك العازفون آلاتهم الموسيقية ، فهم يحضنونها بحميمية دافئة ، فيصل إلينا إحساسهم الحميم الذي نراه في قسمات وجوههم ، ويتساوون جميعهم في تلك المشاعر الرقيقة التي يرسلونها لنا سواء عبر البيانو ، الغيتار ، أو الربابة ، أو أي آلة موسيقية أخرى .
تخرج الموسيقى الفرد من الهمجية والوحشية الى أخلاقيات حياة المدنية ،والرقي الإنساني ، وتجعله جماليا ، فعشاق الموسيقى ومن يستمعون إليها ، ينعكس ذلك في سلوكهم وافكارهم وحياتهم اليومية وكأنها تمنحهم سمواََ أخلاقياََ إنسانياََ يتناغم مع الكون والحياة .هذا ما يؤكده أفلاطون ” الموسيقى قانون أخلاقي . تعطي للكون روحاً ، وتعطي للعقل أجنحة ، وتعطي تحليقا للخيال ” .
فالموسيقى قانون أخلاقي .فهي تهذب سلوكيات ومشاعر الأفراد ، وترقى بهم ،وهؤلاء الأفراد هم من يكونون المجتمعات ، وتعطي روحا للكون ، ولمن يحيا فيه : الإنسان ، و الطبيعة ، والأشياء ، والروح هي العبق الذي يشكل وجود حياتنا وبهجتنا ، كما أنها تمنح العقل أجنحة تـرفرف بحرية ، وتحرض العقل برفيفها أن يفكر ،ويـتأمل ، ولا تتوقف عند ذلك فالموسيقى تحلق نحو الخيال ، والخيال هو الـذي يبتكر قسمات حياة وضحكات وروح جديدة .
ويأتي بيتهوفن ويحدد هوية وجود الموسيقى في حياتنا ، فهو يصفها بأنها وسيط بين الحياة الروحية والحسية ، وكأنها تخلق فينا شعور توازن يؤدي إلى إيجاد سلام مع ذواتنا .
أما المطرب والعازف المرح بسي ، فيـلقي الموسيقي في فضاءات اللغة ” أن اللغة الأكثر عالمية وشهرة هي الموسيقى ” ، وأنا أراها اللغة الخالدة لتدخل في فضاءات التواصل بين الناس ، هذا التواصل الذي يوجد تعارفا وألفة بين البشر ، ولا أنسى عندما حضرت مناسبة توحد فيها الحضور بالموسيقى وابتسمت الوجوه وصفقت ، رغم اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم .
عبر الموسيقى نتذكر دفء أحبة ، وضحكات أصدقاء ، وعـبر الموسيقى نسمع شدو أنفسنا لأنفسنا ولمن نحب ، وعبر الموسيقي نرى أسراب الطيور القادمة من حقول خضراء .
فعندما نسمع صوت ناي من بعيد فان ارواحنا تتجه له ، وعندما نسمع إيقاعات طبل سريعة فان خلايا دهشة تستيقظ فينا وتحمل خطانا إليه ، فنرقص .
إنها الموسيقى أخلاق نبلاء الكون والحياة .
عزف منفرد
يتحدث الترومبون إليك ،
ويحاول البيانو أن يـكسر جـزءً صغيرا،
ويرفع المسرح إلى فلك
يلف الأضواء الحمراء .
الشاعر فيكتور كروز