قلق يتسع
كانت اللحظة اكبر مني ، وكانت الأسئلة التي أفزعتني اكبر من تلك اللحظة .
-هل دخل بيتي ؟
-هل قبّل قميصي الليلكي الشفاف برغبة مخيفة ؟
هاجمتني كل تلك الأسئلة ، وجعلتني اترك العصير يندلق على جونلتي القصيرة الجديدة بهدوء ، عندما ذكرت اسمه ، بينما كانت تردد جارتي كلمات اعتذار بصوت دافئ ،
كنت أنا هناك في بيتي ، وأمام عيني حروف إحدى رسائلها ،
.بدأت تحدثني عن زفاف قريبتها . وبدا يغزوني ، هي زوجته .
مرت بي تحاياي الندية التي ألقيتها عليه. كثيرا ما قابلته وهو يهم بركوب سيارته أو يحمل أحدى طفلتيه الصغيرتين ، طفلتي كثيرا ما لعبت معهما عندي في بيتي لم أرسلها يوما إلى هناك .
ولكني لم اترك لديها مفتاح بيتي ، كيف أدخلته ؟ .
منذ عام فقط سكنوا بجواري ، لم أسألها يوما عن اسمه اكتفيت بكنيته التي تتحد مع كنيتها . ولكن تلك التي أودعتها مفاتيح أبواب حكاياتي كيف عرفت اسمه ، ومتى نبتت كل تلك المشاعر الفياضة ؟
كم أنا ساذجة ! لا لست بساذجة ، بل كم أنا نقية .
عندما وجدت الرسائل ووجدت اسمه تساءلت ، ولكن اسمه ليس بالقرب مني مريت بذكور العائلة وذكور الحي ولكن لا أحد يحمل الاسم .
استأذنت لم استطع البقاء أكثر من ذلك
خرجت ,وأنا أمسك بيد طفلتي التي كانت تبكي .
ثلاث لا بل أكثر مررن بي ، لا أحب أن ابحث وراءهن ، لم أفتش يوما حقائبهن ، ولم أتنصت يوما على مكالماتهن ، هي أكملت ثلاث سنوات ، كانت كأختي الصغرى ، أحببتها ، رفضت أن يسكن ابن أخي في ملحق بيتي .
دخلت غرفتي مرت علي قصة اختفاء مفتاح غرفة السائق ، التي رأيت بها النور مضاء ذات ليلة خريفية
أنا وهو نخرج إلى العمل في وقت واحد ، ونعود في وقت واحد .
لا يهم لو التقيا في غرفة السائق فهي خارج بيتي المهم انه لم يدخل بيتي .
عاطفتها المغتربة ، كل الإناث القادمات من هناك عواطفهن متقده دوما .
وكل الذكور هنا بائسون كما كانت تردد دائما .
الغربة لا تقتل العواطف بل تزيد اشتعالها .
لاحت لي أشجار بيتي الصغيرة ، وأصائص الورد .
رسالة أخرى تثير دمائي
\"حبيبي ياسر
أنت حلو مره
أنا احبك\"
تذكرت الآن دائما يأسرها الذكور الوسيمين ، أرى عينيها تتابعهم في الأسواق ، وفي الطرقات وتبتسم لهم
كانت تخبرني عن اقتراب يد عامل البقالة منها وكيف أنها دفعته بقوه ،
في صالتي التي تكتسي بلوني المفضلين الأحمر القاني والرمادي الداكن سمعت ضحكتيهما ،
عندما اقتربت من غرفة نومي رأيتها واقفة أمام مرآتي تمشط شعرها بمشطي البني ، مرتدية قميصي الليلكي الشفاف القصير الذي يعجبها ، غطى قميصي ركبتيها ، شممت عطري الذي سألتني عنه بإلحاح ، عندما التفتت إليه رأيت كحل عيني في عينيها الضيقتين.
خيل لي أنني رأيت ياسر على جهة السرير اليمنى يبتسم لها .
لم افهمها يوما ما ، تغضب بلا سبب ، تملا ضحكتها البيت بلا سبب . تصلي كثيرا ، وتكذب كثيرا ، وتفهم كثيرا .
قالت لي ذات صباح وهي تضع فنجان قهوتي على الطاولة أمامي : \"مسكين رجال هنا ما يشوف حرمة \". وابتسمت وهي تلف شعرها الأسود الطويل بيمينها متجهة نحو المطبخ
تلمست شعري الذي قصصته مؤخرا ، وشعرت بوخز وجع ، وكرهته .
سرت باتجاه غرفة الاستقبال فتحت النافذة رأيت سيارته السوداء ، ورايته وهو يخرج أشياء منها . لأول مره أتأمله ، بدت لي قامته الفارعة ؟ داهمني شعور دفعته عني بقوة ؟ ، كيف تجرأ على دخول بيتي ، كدت أن أنزل وأسأله :
-ياسر هل دخلت بيتي ؟ -
من هذه النافذة تستطيع أن تتحدث معه . لا لم تدخله بيتي في غيابي
،
ثلاث سنوات وهي معي نضحك معا ، أجلب لها أجمل الملابس ، والهدايا ، ، دائما افتح نوافذ صباحاتي لحكايات أهلها .
خزانتي مفتوحة ، كل أبواب بيتي مشرعة أمامها .
زينت غرفة نومها برسومات لها ملامح بلادها ، عندما يحتد بيننا النقاش ، واسمعها تبكي لا أ نام
وبسرعة تتدفق من شفتي كلمات اعتذار .
الساعة العاشرة تطفئ أنوار المطبخ وتصعد لغرفتها . وأبدا أنا رحلة مسائي مع الكلمات وموسيقي حالمة تهدهدني .
هى تحب طفلتي ، وطفلتي تحبها ، طفلتي لا تزعجها كثيرا . ذهبت إلى غرفة طفلتي تأملتها وهي تلعب ليتها كانت اكبر كانت ستخبرني ،
تلك اللحظة تخيلتها وهي تجبر طفلتي على النوم لأجل لقائه وتضربها ، فتنام صغيرتي بدموعها خائفة .
أدخلته بيتي ،ولكن لم يدخل غرفتي ، يبدو مهذبا .
أسئلة شرسة أخرى تطرق رأسي ، اعتزلت لقاءات جاراتي الأسبوعية ، ولم أخبر زميلاتي في العمل بما حدث أخاف أن أرى حكايتي في فناجين قهوتهن .
ليتني علمت قبل أن تحمل حقائبها وتعود إلى بلادها ، كانت سبابة يدي اليمنى ترتعش وأنا اضغط على أرقام هاتفها اتصلت بها ، نغمات متصلة تتابع ثم تنقطع ، لا احد يرد .
ماذا لو ردت كيف سأبدأ ، سا قول لها من هو ياسر؟ سترد سؤالي إلي .
لا سوف أقـول ياسر يسلم عليك .سترد : مين ياسر، مدام ؟ .سأرتبك تلك اللحظة ولكني سأكمل
خسارة أنني منحتك صدقي .
حلمت بأنني ساحرك فيها إحساس ندم ، وتريحني. .
صعدت باتجاه غرفتها ، ملأت عيناي دمعة ، وقعت عيناي على سريرها المرتب ، حدقت بوسادتين ، بعثرت أدراج الدولاب ، أصبحت أتقن البحث والتفتيش ، وجدت صورة لها ، أوراق ووجدت اسم ياسر يتألق بين لغتين
ورسالة منها إليه بلغتي .
ما لذي حرك مشاعره تجاهها ؟
لكن لها ابتسامة عذبة
لا ليست عذبة فانفها المفلطح الكبير أضاع تفاصيل وجهها .
ذكر شبق ،هو يشبه ذاك. .
هذا الصباح دق جرس الباب رديت أتاني صوت
-ابلغي السائق أن يحرك السيارة .
- من ؟
-ياسر ولد أخو ياسر جاركم .
ركضت إلى النافذة رأيت شابا فارع الطول يرتدي ثوباً ابيض ، عندما ابتعد ظهر ياسر جاري ، نظرت إلى باب بيتي رأيت ملامح مبهمة ، ولاح لي خد أسيل ، وتدافعت أسئلة جديدة تغرس مخالبها فيّ. .