حائل وهمة النساء
مدينة حائل، هي المدينة التي تشكلت في ذاكرتي ملامح كرم واصالة ، وعبارة رقيقة هي ( يا بعد حيي ) ، وكانت هذه زيارتي الأولى لها ، في صباحات تنفست نسائم نوفمبر العليلة عبر محاضرتي ( التربية الجمالية ) والتي استضافتني فيها عمادة شؤون الطلاب بجامعة حائل، كم سعدت وانا أرى طالبات جامعة حائل أزهار الشمال ، واللواتي يملأن المدرج أمامي ، زهرات سيساهمن بوعي وعلم في تنمية مجتمعية ثقافية لمنطقتهن، وسينثرن عطر المحبة والتسامح في مجتمعهن ، ففي الجامعة يلتقين بعقول مستنيرة من كل العالم نعم من كل العالم ، فلقد وجدت اعضاء من هيئة التدريس من بلدان مختلفة، ولقاء الثقافات يساهم في نمو المجتمعات، وكأن حائل تؤكد قيمها الجمالية الإنسانية في تواصلها مع الآخر وتستمر في ترحيبها بالقادمين مستلهمة تاريخها العظيم عندما مر رحالة ومستكشفون غربيون في منتصف القرن التاسع عشر ،فتتراي لي الفارسة والكاتبة وعاشقة الموسيقئ الليدي آن بلنت .
في حائل ايضا اطلت علي شابات حائل عبر مشاريعهن الثقافية ومنها المقاهي النسائية والتي تديرها عقولهن المتفتحة للحياة. فهن جيل الانفتاح الثقافي والعلمي مع العالم ، جيل التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، جيل اللغات والتواصل مع الآخر.
وفي السوق الشعبي بحائل غمرتني بتلقائيتها المرأة الحائلية في السوق الشعبي والتي تحفظ يداها الطاهـرتين تـراث حائل الثري الضارب في تاريخ المنطقة. أما في الاسواق التجارية ، فكان حضور العائلات واطفالهن يضفي حياة على حائل .
إن فتيات ونساء حائل ذوات الهمة والطموح هن وحدهن من سيتجاوزن بفكرهن النير العقول التقليدية الماضوية ذات الأفكار العقيمة والتي تغوص في غـبار أفكار لا تتواكب مع هذا العصر المتسارع ، ولا تواجه تحديات المستقبل .
أما شابات حائل المثقفات ( الشاعرات – الكاتبات – الفنانات ) فهن من سوف يؤسسن اندية للقراءة المفيدة قراءة الحاضر والمستقبل قراءة الفنون والآداب والفلسفة والتنمية البشرية والعلوم والمخترعات لإدراكهن بأهمية القراءة في تنمية الفكر .
انها حائل التي تسير بخطوات حثيثة نحو تمكين المرأة لتنضم الى المناطق التي تزدهر بتمكين المرأة وسيتحقق لها أكثر من ذلك بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ،ورجال حائل التنويرين والرائعين الذين يؤمنون بدور المرأة في تنمية فكر المجتمع .