حكاية لوسي وردزورث
حير شاعر أزهار النرجس ورائد الحركة الرومانتيكية الشاعر الإنكليزي وردزورث دارسي ومتذوقي شعره، كما حيرني أيضاً معهم، في شأن لوسي، تلك الفتاة التي ظهرت بين سطور في قصائده، واتخذت لها وجوداً مضاعفاً، كما يرى الباحث في الرومانتيكية كارل كروبر: «لوسي وردزورث تمتلك وجوداً مضاعفاً؛ وجودها الواقعي والتاريخي، ووجودها المثالي في عقل الشاعر».
من هي لوسي؟ وهل هي شخصية حقيقية أم وهمية في خيال الشاعر؟ توقع البعض أن لوسي مستلهمة من شخصية دوروثي أخت الشاعر، التي كانت معه في تلك الفترة في ألمانيا، وآخرون توقعوا أن لوسي فتاة جميلة عرفها الشاعر، وتوفيت وهي صغيرة، ويعتقد آخرون أن لوسي هي رفيقة طفولة وردزورث بيغي هاتشنسون، التي كان يحبها. أما المؤرخ الأدبي كينيث جونسون فاستنتج أن لوسي ابتكرت بمثابة تجسيد لملهمة وردزورث، وقصائد لوسي هي خمس قصائد، كتبها الشاعر في شتاء قارس واستثنائي، عندما أقام في ألمانيا في الفترة ما بين 1789 -1801، وكتب معظمها باللغة الألمانية، والقصائد هي: «سكنت وسط طرق مهجورة، و«ثلاث سنوات كبرت في الشمس»، و«وابل المطر»، و«سبات جعل روحي تبحر»، و«سافرت وسط رجال مجهولين»، و«نوبات عاطفة غريبة عرفتها»، وقد تناولت القصائد موضوعي العزلة والموت.
ربما أروت لوسي الشاعر وردزورث، الذي كان يريد أن يكتب شعراً صادقاً ومفعما بالحب والطبيعة والشوق، وموجوعاً بالفقد، وتبقى لوسي هي ملهمة وردزورث وحزنه الخاص، وهي المحبوبة التي امتزجت بعشقه للطبيعة، وهي سره الذي لم يرد أن يفصح عنه قط، أراد وردز ورث أن نعرف أنها جميلة، وكبرت تحت وابل المطر، ورحلت باكراً، وهذا يكفي لنحبها معه.
http://www.alhayat.com/Articles/20976187