مرحبا بثقافة الفرح
مرحبا بالفرح، الفرح الذي بدأ شذاه ينتشر في كل جهات الوطن منذ انطلاق رؤية 2030 الحضارية، رؤية «سعوديتنا الجديدة»، عبر هذه الرؤية لامس الفرح الأسرة السعودية، وجمعها بعد شتات وانعزال استمر لعقود طويلة، هذا الفرح هو الفعاليات التي تنوعت بين الغناء والمسرح والسينما، وبدأنا نشاهدها ونستمتع بها طوال أيام العام.
فمرحبا بالفرح الذي سوف يؤسس لثقافة من بهجة، من أنسنة، من رقي، فها هو مجتمعنا يتجه نحو الفرح، نحو الابتسامة، نحو التسامح، نحو احترام الآخر، ونحو الحياة المتحضرة.
لقد بدأت شوارعنا تتزين بملصقات مشرقة، أظهرت ضحكات زوجين باسمين مع أطفالهما، وأبًا يلاعب أطفاله بابتسامة، وزوجًا يصحب عائلته إلى فعالية فيلم سينمائي.
لقد أصبحنا نسمع في المطاعم حوارات رقيقة بين الأسرة الواحدة، بعد أن كنا نرى نساء صامتات ومتجهمات، وذكورًا تتطاير من أعينهم نظرات حادة، إنها ثقافة الفرح التي بدأت تزيح ثقافة الحزن، والكآبة، فالفرح جزء من جودة الحياة.
وها نحن كسعوديين نتسارع نحو الفرح، فوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تعج ببهجة لتغيير حياتنا، ونقلها للفرح، والتغريدات تمتلئ بنصيحة واحدة وهي حظر من يحبون النكد.
ولكن ما هي انعكاسات ثقافة الفرح علينا كأفراد؟ لا أحد يتخيل كيف تغيرت شخصياتنا، وطريقة تفكيرنا، مند بدء حضور الفرح بمساراته الثقافية في مجتمعنا، فالفرح جعلنا نحب الحياة، نسرع لتحقيق طموحاتنا، نواجه الصعوبات بشجاعة، نغير أسلوب حياتنا إلى الأفضل على مختلف المستويات، وننقي علاقاتنا ممن يجلب لنا التعاسة، ونبني علاقات جديدة، ونحتفي بثقة بذواتنا، ونتفاعل مع العالم من حولنا.
أما على مستوى المجتمع، فثقافة الفرح تزيد التفاؤل، والتفاؤل كما ذكرت: دراسة علمية تجعل الأفراد ينجزون بشكل أفضل من الأشخاص المتشائمين، والإنجاز يحمل فائدة للمجتمع أيضًا، انعكست ثقافة الفرح على علاقاتنا ببعضنا البعض، في حدائقنا، في مجمعاتنا التجارية، ومع جيراننا وزملائنا، ومعارفنا، فأصبحت حواراتنا تتسم بالرفق وبدأ يتلاشى التعصب، وبدأ يختفي انتقاد بعضنا لبعض، لأننا تشاركنا في مشاهدة مسرحية ضاحكة وأنصتنا إلى عزف موسيقي دافئ.
مرحبا بثقافة الفرح التي أتت بحياة جديدة لمجتمعنا.
مرحبا بثقافة الفرح التي قرّبتنا كأسرة من بعضنا البعض.
مرحبا بثقافة الفرح التي رسمت على وجوهنا أجمل ابتساماتنا.
مرحبا بثقافة الفرح التي ستجعلنا نحترم اختلافنا.
مرحبا بثقافة الفرح التي ستجعلنا جماليين.
ومرحبا بثقافة الفرح التي ستجعلنا أسوياء من الداخل.
ومرحبا بثقافة الفرح التي تجعلنا إنسانيين.
تم نشر المقال في زوايتي ( شهب ) ، صحيفة أراء سعودية ، للمشاهدة المقال والاستماع له عبر الرابط :
https://www.saudiopinions.org/9467/