الأخلاق الكونية ومدارسنا
أعجبتني مقالة للمعلمة ريا ساندر، وتوقفت عند مدخل المقالة الذي أشارت فيه إلى الحاجة لتعليم الأطفال كيف يقررون ما هو السلوك الصحيح.
في مجتمعنا وللأسف، يحدد مستوى وعي الأسرة السلوكيات الصحيحة لأبنائها، فهناك أسر تعلم أبناءها الكذب، وأسر تنشئ أبناءها على ظلم الآخر، وقلة من الأسر تنشئ أبناءها على قيم العدالة، والاحترام، والصدق، وهؤلاء يهربون إلى المدارس الخاصة.
أما «ما هو مفهوم الأخلاق؟» فيشرح مدير معهد القيم بجامعة سان ديغو البرفيسور لاري هنمان مفهوم الأخلاق وهو «التعامل مع المشتركات الإنسانية».
وفي عصر العولمة وتقارب الشعوب من بعضها البعض، تركز الأمم في تعليمها على الأخلاق الكونية وليست المحلية أو القومية، هذه الأخلاقيات هي التي ساهمت في نمو المجتمعات المتقدمة، حيث يصعق العامة لدينا عندما يجدون عاملهم شخصًا أمينًا، ويصعقون عندما يسافرون ويرون النظافة في كل مكان.
إن تدريس مادة الأخلاق الإنسانية في مدارسنا سوف ينمي فكر التلاميذ من الجنسين ويربي شخصياتهم إنسانيًا وحضاريًا، كما أن وجود مادة الأخلاق سوف يؤسس لثقافة سلوكية قانونية جديدة تمارس في الحياة وفي كل مكان، فقانون السلوكيات في مدارس العالم يسيره منهج الأخلاق، وتدريس الأخلاق سوف يمثل حربًا عنيفة على أصحاب فكر سلوكيات الغاب، والهمجية، والعنصرية، والقبائلية التي انتشرت بشكل مقزز عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولأننا بدأنا نرى تباشير تلامس التعليم، فأنني أتمنى من أميرنا الشاب المجدد محمد بن سلمان، ونحن بين «رؤية 2030» الطموحة، الالتفات إلى تدريس الأخلاق عبر كتاب مدرسي وتقني مشوق يبدأ من الصف الأول الابتدائي، فتدريس الأخلاق الإنسانية للأطفال يهيئهم ليكونوا مواطنين مهذبين ونافعين، وسوف تتلاشى رويدا رويدا السلوكيات السيئة بكل مستوياتها، ليس فقط في المدارس بل في المجتمع بأكمله، تلك السلوكيات التي وصلت إلى جنائيات.
وقبل وبعد، لكي يكون كتاب مادة الأخلاق ذا جدوى ويحقق الهدف من تدريسه، فلابد أن يكون محتواه جيدًا، ولن يكون جيدًا إلا إذا أعدَّه الكتّاب التنويريون / التنويريات الإنسانيون لدينا، لكي تزهر مدارسنا بالنظام، والمصداقية، والنزاهة، والمحبة، والإنسان.
للمشاهدة والقراءة والاستماع :