نشرة القافلة الاسبوعية
تم نشر هذا الحوار في نشرة القافلة الاسبوعية التي تصدر عن ارامكو ، تاريخ نشر الحوار الخميس 26 جمادى الآخرة 1441
الموافق 20 فبراير 2020 .
أجرى الحوار د. أيمن عبدالهادي .
من الحوار :
جعلتني الترجمة أتذوق العالم
أعكف على ترجمة الأدب السعودي بصريا وفنيا
كتابة نص بالنسبة لي أشبه مايكون بلوحة
أثرتني ترجمتي لسيرة وقصص الكاتبة الأمريكية كيت شوبان
وجود كاثرين في روايتي يؤكد فكرتي الأنفتاح على الآخر
تختطفني اللغة الشاعرية
القارىء المحلي أصبح يميز الترجمات الجيدة
***********************************
-بدأت تجربتك الابداعية بالشعر ولك ثلاثة دواوين ولك أيضا مجموعتين قصصيتين وحديثًا نُشرت لك أولى أعمالك الروائية بعنوان \"ويغني لي يا كاثرين\"، ما الدافع وراء هذه التحول من نوع إبداعي لآخر؟
هو ليس تحولا من ابداع إلي آخر ، بالنسبة لي كتابة نص أشبه مايكون بلوحة فهو يحدد الوانه ، وموسيقاه والفضاء الذي يحلق فيه ، وكون حقول الشعر والنثر في أعماقي ، فهناك مشاعر تكون أجمل عن تخرج كقصيدة فكان ديوان الأول باللهجة العامية ( نخيل النو ) تلاه ديواني الثاني عن أمي ( ترانيم إلي فاطمة العمري ) تلاه ديواني الثالث (ملاحم صغيرة ) إهداء لروح معالي الإنسان غازي القصيبي، وهناك مشاعر تحتاج اتساع أكثر، وهنا يكون السرد فكانت المجموعتان القصصيتان ، والرواية .
- هل تعتبرين الرواية وسيلة لحل بعض القضايا المجتمعية عن طريق السرد المتخيل؟ فها هي \" ملأ الرامش \" بطلة روايتك تُشبه نفسها ڊ\"جندي يحارب على جبهات عديدة بمفرده. ”
دور الراواية بوصفها فنا أدبيا هي أن تطرح المشكلات ، تحاول أن تلفت لفت انتباه القاريء إلي هذه المشكلات التي تعيق تقدمه كفرد، وتق مجتمعه ، وهنا اعتقد أنها تكون وسيلة لمواجهة قضايا المجتمع وهمومه .
- في روايتك شخصية محورية هي الفرنسية \"كاثرين\" التي تؤثر في البطلة \"المحلية\" إن جاز الوصف، هل ثمة تعمد في الركون إلى مثل هذا النمط من العلاقة مع الآخر لتأكيد فكرة سردية معينة كالحاجة مثلًا إلى تلاقح الأفكار أو الانفتاح عمومًا؟
احب التوضيح كاثرين ليست شخصية محورية كما هو معروف في السرد الروائي حيث أن الشخصية المحورية هي الرئيسية ، كاثرين هي شخصية ثانوية ولكنها لها ضوء عبر تأثيرها على بطلة الرواية ،بالنسبة لكاثرين في روايتي فهي تأكيد فكرة الإنفتاح على الآخر، وانتهاء التخوف من الآخر الغريب ، وعبر هذا الانفتاح أقدم جماليات هويتي المحلية حتي يكون هناك تواصل انساني وحضاري .
- تغلب على لغتك الروائية السمة الشاعرية، فاللغة عندك تبدو حالمة ورومانسية، هل ثمة تفسير لذلك؟
أنا تختطفني اللغة الشاعرية ، تؤثر بي ، تحلق بي ، ربما لأنني نشات بين كنف أم تهتم بالمفردات وجمالياتها ، ووجدت نفسي اتبع مقولة الشاعر الفرنسي بودلير ( كن شاعر دائما حتى في النثر ) ، كما أني أؤمن بأن اللغة الشاعرية مثل نهر عذب يسقي الكلمات فتزهر أكثر، والروايات التي تظللها اللغة الشاعرية لاتجف أبدا .
- تنشغلين بالترجمة وقضايا ولك ترجمات مختلفة عن الإنجليزية منها كتاب \"كيت شوبان عاصفة الأدب الأمريكي: سيرة حياتها ومختارات من قصصها\"، كيف تقيمين هذه التجربة في نقل الإبداع؟ وما هو منهجك في الترجمة؟
كانت ترجمة سيرة الكاتبة الأمريكية كيت شوبان تجربة متعبة وشيقة في الوقت ذاته ، خاصة أنه أول كتاب باللغة العربية للكاتبة كيت شوبان ، عبر هذه الترجمة تعرفت علي السرد الأمريكي والفرنسي كون كيت متأثرة بالكاتب الفرنسي موبسان،لعل من جماليات الترجمة أنها تسافر بالمترجم إلي بلدان عديدة في وقت واحد وكأنها تؤكد أن التواصل بين البشر ليس له حدود .
أما منهجي في الترجمة لا اترجم إلا ما اتذوقه ، واشعر به ، لكي يشعر به المتلقي ، أحاول أيضا أن اقدم للقاريء النصوص (الجمالية ) ، لأنها سوف تساهم في ترقيق الوجدان .وأنا كمترجة أدبية أشبه جنائني ، أشم أزهارا شذية ثم أقطفها بحب وأقدمها للمتلقي .
-قلت من قبل أن ممارستك للترجمة أثرت عوامل السرد وتقنياته لديك، هل يعني ذلك أن الترجمة تساعدك بشكل أو بأخر على تطوير أفكارك الإبداعية؟
تأثير الترجمة لايقتصر على الكتابة فقط فقد أثرت علي انسانيا ، أما ككاتبة فقد جعلتني أرى عوالم بعيدة ، واسمع أصوات اناس بعيدين ، وأتذوق العالم ، أيضا جعلتني أتعرف أكثر علي لغتي الأم، وأدرك معنى قوة اللغات كهوية حضارية واقتصادية، أيضا وبلا شك طورت أدواتي الابداعية بشكل كبير .
- كيف تفسرين هذا التزايد الكبير في أعداد الكتب المترجمة في الوطن العربي؟
هناك الجيد وهو قلة ، ولكن القاريء العربي أصبح يميز بين الترجمات الركيكة والجيدة
وهذا يظهر له من صورة الغلاف .
-ماذا عن مشاريعك المقبلة؟
أعكف الآن علي مشروعي (ترجمة لآلئ من الأدب السعودي ) وهو ترجمة بصرية موسيقية لقصص وقصائد من الأدب السعودي .