غيبي ... تسعدي
تركية العمري
وأنا أتابع فيلما أجنبيا ، تأملت المشهد الذي يلامس رأياً اؤمن به منذ زمن في العلاقة الزوجية ، وهو
( الغياب ) كردة فعل علي سلوك يزعج الزوجة ، والمشهد : زوجة محبة تحمل طفلتها وتقود سيارتها وتخرج غاضبة ، لجهة غير معلومة عندما كاد الزوج أن ينهي حياة الرضيعة .
الزوج كان يرفض تناول العلاج ، ولكنه بعد خروج الزوجة التي تحبه من المنزل ، بدأ يبحث عن العلاج ، ليس ذلك فقط بل يستجيب له وبدأ يتشافى والسبب غيابها .
هاتفته الزوجة مرة واحدة بعد فترة، ولكن بكائه لم يغير موقفها.
غياب المرأة عن الزوج السيء أو حتى المريض له طريقين أما أن يتعدل في سلوكياته إذا كان يسيء إليها ، أو يهتم بصحته وأدويته إذا كان مريضا ، وهنا تعود للحياة معه وإما يبقى كما هو فتتخذ لها طريقاً آخر وتتركه للأبد وتحيا حياة جديدة ، ولكن لكي تكون بهذه الرشاقة في الغياب ، لابد أن لايكون هناك ضحايا كثر والضحايا هم الأطفال ، ففي مجتمعنا تهان وتعود وتحمل وتنجب حتي يصبح العدد ثلاثة ..أربعة خمسة ومافوق ، وهنا يكون الغياب صعب ، ولذلك يرتفع صوت الأبناء برفض الغياب ومعهم الحق في ذلك ، في ذلك وخاصة إذا كانوا صغارا .
بطلة الفيلم لديها رضيعة واحدة فقط ، وهنا أتوقف عند قلة الإنجاب ، فعندما تترك المرأة بيتها ومعها طفل واحد بسبب العنف ، وتعود إلي بيت أهلها أو تتخذ مسكنا مستقلا لها فهذا الخروج لايرهقها ماديا بسبب السكن والمعيشة أورعاية الطفل ولن يزعج أهلها إذا عادت إليهم لأنها لاتحمل إلا طفلا واحدا فقط هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى سوف يدرك الزوج أنها جادة في غيابها، ولن تتراجع عن ذلك، وغالبا مثل هذه الزوجة لاتعود .
وبعد لابد أن تدرك المرأة أن حضورها الدائم مع زوج سيء ، لا يجدي وقد يسبب لها أمراضا نفسية، وعقلية وعضوية، ويستنزف طاقاتاها في حياة تعيسة ومع شخص لن يتغير ، بل قد تتراجع إلي الخلف كثيرا، وتتوقف كل طموحاتها، ويصل بها الحياة الفقر والعوز ، ولكن غيابها يبعد كل ذلك، لذلك كانت الإجازة الزوجية .
فغيبي يا عزيزتي ، فغيابك حياة وبهجة لك، ولأطفالك .