فاطمة كنفر وكلماتي
إلى الشاعرة الجميلة فاطمة كنفر
رفيقة بدايات طريق رفيف الكلمات
فاطمة ….
هناك الكلمات الصغيرة التي انتثرت ذات ليلة في مدينة سمائها مفعمة بالمطر ، أبها .
هناك كنتِ أنت ، أنتِ التي فتحت لي شرفة مسيجة بالورد، وكانت البدايات نحو الدهشة ، نحو الجمال، ونحو أغنياتنا اليانعة .
فاطمة ….
لازالت تلك الليلة ساطعة في وجداني ، عندما نثرتُ غناء قصائدي في ذاك المكان الشاسع ، وكانت أول مصافحة لي للعالم .
كانت تلك الليلة النجمية تسجل أول حضور لي أمام الجمهور
”أمسية وجمهور
والجمال هو الحضور
والزمان نصف الشهر
شذى وأريج
وليل بهيج
ومساء الخير يا أبها
ياكل الناس في أبها ”
فاطمة ….
كانت قصائدي الصغيرة تتسع وتتسع بنظرات عينيك الواثقة بي ، بل بنا في كسر العتمة ،وأكملت :
”ومساء الخير يا أبها
ياكل الناس في أبها
يامدينة تلتحف الغيم
يا أنثى بردها دافي
ياحب يلمس شغافي
جميلة حيل يا أبها ”
وجميلة أنت أيضا يافاطمة ، أتذكر ذاك الصباح الناعم الذي يشبهنا ، وأنا أعبر الطريق نحو أبها .
اعتقد يتذكرني ذلك الصباح.
فاطمة .....
لازالت تلك الطفلة في أعماقي تتذكر تلك الرعشة الخفيفة التي شعرت بها عندما دخلت بهو الفندق ، كانت قطرات المطر تبلل قلبي الصغير ، وكنت حولي تنثرين كلمات تُسكت صوت مخاوفي ، وأكملت :
مساء الحب يا أبها
مساء الشعر
لليلك الشاعر
ولصبحك لانثر عطره
بسمه في ثغر باكر
فاطمة …..
خيل لي أنني رأيت نجمات صغيرات هبطن من السماء ، وصفقن لي .
كنت أرى ابتسامة في عيون الحاضرات .كن ينصتن لي ، وهمست :
مساء الحب
للإنسان
للفنان
للشاعر*
اللي تغني بك
واظهر حسنك الباهر
ياه يافاطمة …..
كانت ليلة تاريخية، كشفت علاقة كلماتي بكينونتي ، باساوري، باقراطي، بخصلات شعري.
وأرتفع صوت محمد عبده ( مرتاح أحبك ولا علمت )
هل تذكرين عندما أرتعشت قلوبنا الصغيرة ؟.
وأنصتنا عندما تدفقت أغنية ماطرة ، وامتلأنا بالفرح :
( واسعدي يا أبها
صار ليلك أبها )
كانت أبها وسرواتها يافاطمة تحتفل بنا .
هل تعلمين يافاطمة أن تلك الليلة هي التي رسمت كل خطواتي الخضراء .
فاطمة ...
أيتها المثقفة الحقيقية ....
شكرا، وشكرا ، وشكرا ياصديقة صباحات كلماتي وأكثر .
https://www.youtube.com/watch?v=Rn_25Bh388A
* صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عندما كان أميراً لمنطقة عسير