شارع الأعشى يحتفي

شارع الأعشى يحتفي

 

 

                                                          شارع الأعشى يحتفي بالرواية النسائية     

في البدء 

                     " يجب أن تكتب المرأة عن النساء ، وتحضر النساء إلى  الكتابة " 

                                                                                                                                                    هيلين سيسكو 

عندما صدرت رواية (  غراميات شارع الأعشى ) للكاتبة بدرية البشر كانت تحمل وهجاً يبدأ من بنات  حالمات  كن يتفتحن كورد جوري في بيوت متجاورة    ،   كان قدر أولئك البنات  أن يعيش  بين التحولات التي كان يعيشها مجتمعنا في تلك الحقبة وهي السبيعنيات الميلادية .

تمرد بنات الأعشى 

ولكن بنات شارع الأعشى لم يردن أن يبقين بين الصفحات فتمردن ، وقفزن  إلى الشاشة  ، لتنتقل الرواية العمل الأدبي وتدخل إلى عالم الدراما بتفاصيلها المختلفة ومساراتها ، وتتشكل عملية إبداعية جديدة ، وجمهور جديد .

سيناريو وعملية معقدة 

يتحدث المتخصصون في كتابة السيناريو  أن تحويل الرواية لعمل درامي   عملية معقدة ومثيرة للجدل ومحفوفة بالتحديات حيث يعتمد هذا التحويل على تكييف الرواية دون المساس بحبكتها ،

ولكن ربما  تحذف شخصيات ثانوية ، وحبكات  فرعية  في الرواية  عندما تصبح عملاً درامياً. 

عودة  غائبين   

 عاد   في مسلسل شارع الأعشى  جزاع   الذي أخذه أبوه من أمه  وهو صغير ، وبدأت له علاقة جديدة مع شخصيات   رئيسية في المسلسل مثل أبو إبراهيم ووضحى وعزيزة وهذا أعطى المسلسل لمسة  تشويق ،  كما خرج  راشد من الرواية كقريب ( ابن أحد أبناء العمومة  ) , ليكون في المسلسل ابن أخت أبو إبراهيم 

 كل هذه التعديلات وغيرها كان يتطلبها العمل الدرامي فالمشاهد يختلف عن القارئ .

الشخصيات والحقيقة  

عندما تكون  شخصيات الرواية مفعمة بالصدق  فإنها لاتسرد إلا الحقيقة ، الحقيقة التي   تشبه شجرة تمد أغصانها وسط  سرد يأتي من الواقع  ،  لقد استطاع المخرج التركي أحمد كاتيكسيز  

 وفريق كتاب السيناريو أن يسيروا بالرواية نحو العمق الدرامي   ، فقد  تفاعل المشاهد بالابتسامة والدمعة  مع الشخصيات   ، وأحلامها ، وماضيها ،  ومصائرها ليلتقي وجدانياً مع   حوار أو أغنية  .   

لأول مرة نساء 

 لقد أعطى  مسلسل ( شارع الأعشى ) الفرصة لجيل من النساء  ليشاهدن حقبة عشن فيها ذات يوم عندما كن فتيات   . كما أعطى الفرصة للفتيات ليحكين تلك القصص اليوم .

 احتفاء  

يمثل تحويل  رواية ( غراميات شارع الأعشى  ) إلى عمل درامي هو احتفاء بالرواية المحلية ( النسائية )  ،  ليس ذلك فحسب بل هذا   التحويل يشجعنا   كاتبات السرد الروائي والقصصي   للغوص   أكثر  في  قصص النساء وحكاياتهن  وإخراجها للحياة  والنور عبر لغة رشيقة وحبكات عميقة ومختلفة  . 

شكراً

 للكاتبة المبدعة بدرية البشر 


 


 

التعليقات

التعليقات غير متاحةالتعليقات مغلقة حاليا علي المقالة